بعد البحث والتقصى، ودراسة الأحوال ومراجعة التحقيقات، اكتشفنا أن كارثة قطار البدرشين، وقبلها مزلقان أسيوط وقطار العياط، كلها مجرد حوادث افتراضية، تم النفخ فيها والمبالغة فى نشرها، وتحميلها أكثر مما تحتمل، وأن السبب فى الكارثة ليس انقلاب القطار ولا التصادم، ولا فساد البنية الأساسية، وفشل الحكومة، وإنما ضعف بنية المواطن المصرى. وبوضوح.. اتضح أن الشعب المصرى خرع، وهش، كلما انقلب به قطار «يطب ساكت»، وأثبتت الأبحاث العلمية أن الشعب المصرى يموت بسرعة من أى حادث بسيط.
كما أثبتت التقارير والتهاويم والتفاصيل، أن كارثة البدرشين، وكل الكوارث، إنما هى مؤامرة على الرئيس والجماعة والحكومة، لإثبات فشلهم، بينما هم ناجحون، وأن السبب هو الإعلام والفضائيات، وليس الفرامل والقطارات والعمارات.
ما يؤكد فكرة المؤامرة، أن وسائل الإعلام المرئية والمقروءة وصلت إلى مكان الحادث وصورت ونقلت الأحداث، وشهادات الضحايا، بما يثبت التواطؤ، وعلى عكس ماكان متصورا، أن سرعة نقل الخبر نجاح مهنى، وأنه كان عاملا فى تعريف السادة المسؤولين الذين لم يكونوا يعلمون شيئا.
ولا يجب توجيه الشكر للإعلام والصحافة على القيام بمهامهما، لأن هذه المهام تؤكد وتكشف التآمر المسبق مع الفاعل المجهول، ويثبت أيضاً أن هناك من يريد الاصطياد فى الماء العكر، وأكبر دليل على تواطؤ الإعلاما أن الصحف والفضائيات، عندما يموت عشرون ويجرح مائة، ينشرون خبرا بوفاة عشرين وجرح مائة، كما أن الإعلام يسلط الضوء والصوت على الفشل والتردى والتهالك الإدارى، بينما يجب عليه اتهام السابقين.
وقد أكد شهداء وجرحى قطار البدرشين، أنهم ماتوا وهم «سعداء ومبسوطين» بالتجربة الديمقراطية المصرية، وموافقتهم على الدستور الجديد الذى استمتعوا به. كما نفوا أن يكون لديهم أى نوع من «الزعل» تجاه الرئيس أو الحكومة، الذين أدوا واجبهم ببراعة، وقالوا إنهم يعرفون إن نظام مبارك هو المسؤول الأول والأخير عما جرى لهم، وأن حكومة الدكتور قنديل لم تأخذ فرصتها للعمل، كما أن الرئيس يواجه مؤامرات وشماعات، يمكن تعليق الأسباب عليها حتى إشعار آخر.
وأضاف ضحايا كارثة البدرشين أنهم يستمتعون بالحرية والعدالة، ويتفقون مع الدكتور الكتاتنى وقيادات الجماعة، ويطالبون بعدم تحميل الأمور أكثر مما تحتمل، ويحذرون من تسييس الحادث أو أى حادث آخر فى المستقبل.
هذا وقد أعلن الضحايا أنهم فقدوا حياتهم ضمن مهرجان الموت للجميع، الذى تقدمه القطارات، تحت شعار «س. ح. م»، سنقتلك حتى الموت.
وعليه، فإن ضحايا قطار البدرشين، وأسيوط والعياط، وعمارة الإسكندرية، يعترفون بأنهم ومبارك والإعلام المسؤولون عن موتهم، متفقين بهذا مع المسؤولين الشرفاء فى الحكومة والرئاسة والحرية والعدالة، فى اعتبار الإعلام والنظام السابق والعالم الخارجى هم المسؤول الأول والأخير عن الكارثة الحالية، وكل الكوارث القادمة، ويقولون لكل متواطئ وإعلامى: موتوا بغيظكم واتركونا نموت بدون غيظنا.