الرئيس محمد مرسى يغادر غدا إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة فى القمة العربية الاقتصادية الثالثة التى تعقد بالعاصمة الرياض، وأظن أن مستشاريه والمسؤولين المسافرين معه ضمن الوفد المصرى المشارك فى القمة سيذكرونه بالقمة الاقتصادية السابقة التى عقدت فى شرم الشيخ والأجواء المتوترة التى سيطرت عليها بعد الثورة الشعبية فى تونس وهروب زين العابدين بن على، ولم يأت على ذكرها الرئيس السابق حسنى مبارك وتجاهل أحداثها تماما فى كلمته أمام الرؤساء والملوك العرب بعد انتقال رئاسة القمة إلى مصر.
مبارك تجاهل فى كلمته أيضا حالة الغليان الشعبى والاحتقان السياسى فى الداخل وكانت الثورة على بعد 5 أيام فقط من القمة وكان مسؤولو مبارك بمن فيهم أحمد أبو الغيط وزير خارجيته يسخرون ويتهكمون على من يشبه الوضع فى مصر بما حدث فى تونس حتى إن أبو الغيط اعتبره «كلام فارغ» وأن لكل مجتمع ظروفه التى لا تشبه ظروف المجتمع التونسى. مبارك ورجاله فقط الذين لم يروا الحرائق ومقدمات ثورة الغضب، فى حين قرر الملوك والرؤساء العرب والمنظمون لقمة شرم الشيخ تغيير جدول الأعمال للتركيز على البطالة ومكافحة الفقر التى أشعلت النار فى جسد الشاب التونسى محمد البوعزيزى وفجرت ثورة الياسمين فى تونس، والتزم مبارك بما هو مكتوب مسبقا فى كلمته وتحدث عن قضية التشغيل وفرص العمل فى العالم العربى، متناسيا ومتجاهلا الأوضاع التى كادت على وشك الانفجار فى مصر يوم 25 يناير.
مشاركة الرئيس مرسى فى القمة الثالثة بالرياض قد تكون فى ظروف مختلفة بعض الشىء، لكن هناك حالة غضب وغليان أيضا وشعور عام بأن الثورة فى ذكراها الثانية لم يتحقق منها شىء حتى الآن، وما طالبت به من حرية وعدالة اجتماعية يتم النكوص بها والتراجع عنها فى ظل حكم الإخوان، وأن الأوضاع تزداد سوءا على كل المستويات، والوعود والأحلام الكثيرة التى أفرط الرئيس فى الحديث عنها للشعب تمخض عنها كوابيس وكوارث اقتصادية واجتماعية.
ننتظر من الرئيس مرسى فى كلمته أمام القمة الاقتصادية العربية الثالثة ألا يذهب بعيدا عن واقع بلاده وهمومها وأزماتها ويعرضها بكل أمانة وصدق مع الذات، ليس من باب استجداء الدول العربية وإنما استشعارا بخطورة الوضع الحالى قبل حلول الذكرى الثانية لثورة يناير والعمل سريعا على إيجاد حلول ومخرج له قبل تفاقمه وانفجاره.