أيدت قرار الرئيس محمد مرسى بتعيين عبد المجيد محمود سفيرا للفاتيكان بدلا من نائب عام، وإن كان تحفظى عليه وقتها أننى اعتبرته ترقية له ذكرتنى بما فعله المخلوع مبارك عندما عين صفوت الشريف رئيسا لمجلس الشورى بدلا من وزير للإعلام.
لذلك أيدت بقوة قرارات الرئيس محمد مرسى أو كما يسمونه الإعلان الدستورى الذى أطاح بعبد المجيد من المشهد نهائيا، وكان لى فيها سطور متواضعة لم تجد حظها من النشر فى بعض المواقع وفندت فيها أسباب تأييدى، ومن بينها أن القرارات وإن كانت ديكتاتورية إلا أنها كانت تلبية للمطالب الشعبية.
لكن القرار الأخير بتعيين مكى سفيرا لمصر لدى الفاتيكان أرفضه تماما فهو قبل كل شىء يقدح فى شخص المستشار محمود مكى صاحب التاريخ القضائى الناصع والمشرف الذى لا يقبل للمزايدة.
يقدح هذا المنصب فى شخص المستشار محمود مكى ، فيكفى أنه سيتولى منصبا لم يرتضيه عبد المجيد محمود- بغض النظر عن الأسباب- ، ومن ناحية أخرى إذا عدنا إلى نص استقالة مكى سنجد من ضمن الأسباب التى ذكرها فى الاستقالة بالنص:" وقد أدركت منذ فترة أن طبيعة العمل السياسى لا تناسب تكوينى المهنى كقاضٍ"، فكيف إذا كان العمل كسفير لدولة هو عين العمل السياسى الدولى، فالسفير همزة الوصل بين الدولة وغيره من الدول ومنسق العلاقات بينها، أضيف إلى ذلك أننى طالعت السيرة الذاتية لمكى فلم أجد فيها من المؤهلات العلمية ما يناسب عمله كسفير، وهو ما يجعل مكى أمام الرأى العام- وإن كان البعض يرى أن لديه كفاءة العمل كسفير- مناقضا لنفسه، فسيرشقونه مرة بأنه مراوغ ويتهمونه مرة بأنه كاذب وأخرى بأن استقالته لم تكن لأن العمل السياسى لا يناسب تركيبته كقاض، كما قال، بل بعد يقينه إلغاء منصب نائب الرئيس بحسب الدستور ولما لم يعين نائبا عاما كما كان يتوقع البعض كان منصب السفير من أجل إرضائه.
ومن هنا أقول للرئيس والقائمين على القرار، مؤكد أنكم لستم ملائكة وإنما تخطئون وتصيبون ومن حقكم تعيين من تشاءون وعزل من تشاءون بحسب الدستور الجديد، بغض النظر عن التوجه السياسى، لكن هناك قرارات تجعلكم عرضة للقيل والقال، فحاولوا تجنبها، فلماذا مكى بالذات خاصة أن لدينا الإعلام لا يرحم، فما بالنا إن كان لدينا وسائل إعلام مصدر تمويلها من أموال النظام السابق العفنة؟، فادرسوا قراراتكم جيدا قبل خروجها للنور.
وأقول لعزيزى المستشار محمود مكى أثق فى وطنيتك وكفاءتك لكن لهذه الأسباب فلا تقبل بهذا المنصب وانأى بنفسك وتاريخك المشرف عن هذه المهاترات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة