سليمان شفيق

الوكالات القبطية والتهجير الطوعى

الخميس، 24 يناير 2013 06:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القضية التى لابد من التوقف أمامها فى الحياة اليومية للمسيحيين المصريين خاصة بعد ثورة 25 يناير هو النشاط المحموم لبعض النخب للدعوة للهجرة، وإن كانت الهجرة حقا من حقوق الإنسان إلا أن هناك نشاطا مشبوها من بعض النخب لاستغلال آلام الأقباط فى الدعوة للهجرة بشكل دينى. وسبق أن ترددت تقارير غير دقيقة نشرت تقول «إن أكثر من 100 ألف قبطى هاجروا ورحلوا عن مصر»، الأمر الذى أثار موجة من الجدل حول دقة الرقم ومدى صحته. و«إذا توقفنا أمام أرقام وإحصائيات الهجرة فى عامى 2010، 2011 وفق إحصائيات مصادر دبلوماسية مطلعة فى سفارات الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، أستراليا، فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، فسنجد أن هناك 6411 مصريًا بغض النظر عن ديانتهم هاجروا إلى تلك الدول عام 2010، أما فى عام 2011، فلم يحصل على حق الهجرة لتلك الدول حتى نهاية أكتوبر 2011 إلا 3804 مصريين فقط، أى أن أرقام الهجرة انخفضت من 2010 إلى 2011 بنسبة %59. من الأمور غير المنطقية أن يردد البعض عن جهل أو عن عمد أن عدد المهاجرين من المواطنين المصريين الأقباط يقارب المائة ألف إلى الولايات المتحدة فقط، علمًا بأنه- كما شددت المصادر الدبلوماسية- على أن الهجرة العشوائية الأمريكية «القرعة»، تقبل فيها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية خمسين ألف مهاجر من جميع أنحاء العالم. وكانت إحدى المنظمات القبطية لحقوق الإنسان، قد أصدرت بيانا فى 25 سبتمبر 2011 قالت فيه «إن المنظمة رصدت هجرة أكثر من 100 ألف قبطى بعد استفتاء 19 مارس 2011 على التعديلات الدستورية»، بينما وزع عدد الذين أشار إلى هجرتهم كالآتى: «فى الولايات المتحدة، نحو 16 ألفًا إلى ولاية كاليفورنيا، ونحو 10 آلاف إلى نيوجيرسى، ونحو 8 آلاف إلى نيويورك، ونحو 8 آلاف إلى باقى الولايات بأمريكا»، «ونحو 14 ألفًا فى أستراليا، ونحو 9 آلاف فى مونتريال، ونحو 8 آلاف فى تورنتو، بكندا»، «ونحو 20 ألفًا فى أنحاء أوروبا، خصوصا فى هولندا وإيطاليا وإنجلترا والنمسا وألمانيا وفرنسا». ولم يوضح إلى أى المصادر اعتمد فى إعداد هذا الإحصاء. مثل هذه التقارير العشوائية المغرضة تستهدف صناعة تخويف الأقباط، فالباحثون الجادون يعرفون أن هذه الأرقام غير صحيحة، ولكنهم يستخدمونها لأغراض سياسية، خصوصا أن الباحثين والإعلاميين الغربيين يمكنهم التأكد من عدم صحة مثل تلك الأرقام المتداولة فى تقارير غير صحيحة، من مصادرها الأصلية، وما كدنا ننتهى من هذه الموجة بتصريح مؤكد من السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون التى قالت: لا صحة لزيادة أرقام هجرة الأقباط وذلك حوار منشور بصحيفة الشروق 30 سبتمبر 2012 حتى خرجت علينا تلك النخب التى تدعو بدعاية مغرضة للهجرة إلى جورجيا، ونشرت من الأرقام غير الصحيحة ما يسيل لها لعاب المواطنين المصريين الأقباط، وكانت جورجيا قد أعلنت عن احتياجها إلى مستثمرين ويكون لديهم حساب بنكى للعمل فى جورجيا، وتقدم أكثر من 200 ألف مصرى يحملون ملفات شركات مساهمة للعمل بجورجيا على أنهم رجال أعمال، ولكن عدد الذين تأكدت جورجيا من وجود أرصدة بنكية لديهم بعد التحريات هم 1014 وعدد الذين تمت الموافقة عليهم وسافروا هم 187 على طائرتين، وإننى توثقت من معلوماتى عبر وزارة الخارجية الجورجية، ومكتوب فى طلباتهم مصريون ولا يكتب الدين، ولذلك فإن ما نشر من أرقام غير صحيح وانطباعات شخصية لا أكثر، ما نشرته التليجراف مؤخرًا يعيد للأذهان ما تردد حول المائة ألف سابقًا، لأن تقارير الهجرة الصادر من الدول لم تصدر بعد، وأحدث تقرير صدر 2011 وبه 3804 طلبات فقط، وتقرير 2012 لم يصدر بعد وسوف يصدر فى منتصف 2013.
وأخيرًا، فإن السبب الرئيسى للهجرة بنسبة %80 تحسين مستوى المعيشة، لا بسبب الخوف من الحكم الدينى، ولا ننكر أن قطاعات كبيرة من المسيحيين يخشون من التعصب والحكم الدينى، والمسلمون خائفون أيضا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة