محمد الغيطى

البلاك بلوك والتكفيريون المسلحون.. وهوية مصر

الثلاثاء، 29 يناير 2013 10:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يتوقع أكثر المحللين إحاطة بالشأن العام فى مصر ظهور ما يعرف بجماعات البلاك بلوك، ويبدو أن المفاجأة أخرست الجميع نظاما ومعارضة وجمهورا، يبدو الأمر وكأننا أمام فيلم أمريكانى بامتياز، كائنات بشرية غير ظاهرة ظهرت وأعلنت عن نفسها الأسبوع الماضى، تتحرك خلف أقنعة سوداء، تقتحم محلات ومطاعم ومقرات للإخوان، تحطم وتسطو ثم تهرب، وتعلن فى جسارة مسؤوليتها عما فعلت، والكوميدى أنها نزلت لمحطات مترو الأنفاق واستولت على الإذاعة الداخلية لمحطة السادات وأعلنت فى الإذاعة أنها تسيطر على المحطة، ثم بعد وقت ليس بالقليل تركتها.. وفى الأقاليم قطعوا السكك الحديدية وأشعلوا إطارات السيارات، ثم بعد مفاوضات من الأهالى تركوها، ثم حاصروا منزل الرئيس مرسى فى الشرقية، ثم صعدوا أعلى كوبرى 6 أكتوبر وأوقفوا السير، ثم بعد ساعات مضوا لحال سبيلهم، وأعتقد أن إنذار هذه الجماعات بأنها ستشعل مصر وستقضى على حكم الإخوان، وأعتقد عن يقين أن أجهزة الأمن فشلت فى التنبؤ بوجود هؤلاء.. وأجزم أن جماعة الإخوان نفسها فوجئت بوجودهم، ولذلك شلت حركتها وآثرت الصمت طوال الأيام الماضية، وطيلة الجمعة 25 يناير لم نسمع صوتا لهم، المهم الآن أن جماعات البلاك بلوك تمثل ظاهرة أو معطى جديدا وخطيرا فى معطيات المعادلة السياسية المصرية، ولكن لماذا الآن، ومن هم؟ وماذا يريدون؟ هذه الأسئلة تحتاج لأجوبة حتى نفهم مصير هذا الوطن الذى يتآكل كل يوم بفعل ممارسات الإقصاء وفتاوى التكفير من الإسلام السياسى.

وأظن، وليس كل الظن إثما، أن ظهور هذه الجماعات السرية العنيفة والمسلحة هو رد فعل طبيعى لعنف الإسلام السياسى والجماعات الجهادية وميليشياتها المسلحة.. ومن يقرأ بيان البلاك بلوك يفهم أنهم رد فعل طبيعى لوجود هذه الجماعات التى أرادت خطف الوطن لصالحها ولصالح أجنداتها وخططها، لقد شاهدنا الرايات السوداء فى جمعة قندهار، وشاهدنا جماعات التكفير المسلحة تجوب شوارع رفح والعريش والشيخ زويد، بل رأيناها فى جامعة القاهرة ومليونية الإسلام السياسى، وتقول التقارير إن معسكرات لهم قائمة فى سيناء «جبل الحلال»، وإنها مسلحة بأحدث أنواع الأسلحة، وإن غايتها تحويل سيناء لإمارة إسلامية، وشاهدنا عمليات قتل جنودنا فى رفح أول رمضان، وعملية مدينة نصر وسيارات نصف نقل تحمل ديناميت بقرب نفق الشهيد أحمد حمدى، كل هذا ولم يعلن حتى الآن عن مرتكبى حادث رفح وقتل جنودنا بدم بارد، وشاهدنا عفواً رئاسياً عن بعض الإرهابيين.

كل هذا لابد أنه يستفز مشاعر هؤلاء الشباب الذين حسبما عرفت انفصلوا عن الألتراس، ويوجهون معركتهم الخفية ضد الإخوان وضد الدولة والنظام الذى أشعر كل من ليس معه بأنه يمارس معه أقصى درجات الإقصاء، ورفض التواصل، والحكم بمنطق الأهل والعشيرة وتهديد هوية مصر.. فماذا نفعل؟ هل نترك الوطن ليمزقه العنف السياسى والدينى والألتراس والبلاك بلوك؟ هل نقول إن هذا ما جناه الإخوان، وما حصدناه حصرم فى حلق الوطن ودم يسيل فى شوارع المحروسة؟ الأمر خطير والعنف لا يولد إلا العنف، وعدم الشفافية وعدم تقنين وضع جماعة الإخوان وعدم مواجهة التكفيريين بالقانون وتركهم يعيثون تخريبا فى الوطن، كل هذا يمثل مشهدا كابوسيا يظلل مصر الآن.. فهل ننتظر خيرا؟ المؤكد أنه شر مستطير والجميع يتفرج.. ولك الله يا مصر!!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة