«الحوار الوطنى» هو دعوة الرئيس الإخوانى محمد مرسى للمعارضة ورموز القوى السياسية، الهدف المعلن من جانب الرئيس هو بحث الموقف الراهن، وتداعيات الخراب الذى أصاب مصر بعد سلسلة الإخفاقات فى كل قرارات الرئيس مرسى، والتى أدت فى النهاية إلى كل هذا العنف الذى نشاهده فى كل مكان فى مصر، ووصل ذروته فى محافظات القناة «بورسعيد والإسماعيلية والسويس»، وهى المدن التى فرض فيها الرئيس مرسى حظر التجول.. وأعلن حالة الطوارئ فى محاولة لوقف حرب أهلية، توشك أن تقع فى مدن القناة الثلاث بعد سقوط عشرات القتلى فيها.
ولكن هل الدكتور مرسى صادق فى إجراء حوار وطنى حقيقى مع رموز القوى السياسية، من أجل إنقاذ مصر كما يقول هو، أم أنه يريد إنقاذ نفسه من المأزق الحقيقى الذى وقع فيه بسبب عناده وبلطجة جماعته، واستقوائها على كل قوى المعارضة، وكانت نتيجة كل هذا العنف الذى ضرب البلاد والعباد، وكاد يأكل الأخضر واليابس، خرابا لن يبقى على معارضة أو حكومة.. خرابا يهدد الأمن القومى ووحدة وسلامة مصر التى أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التفكك، والتحلل فى ظل هذا الحكم الإخوانى، وهو ما لم يحدث منذ عصر مينا موحد القطرين.
إذن الرئيس فى مأزق ونحن جميعاً معه، لأننا نركب على نفس المركب، ودعوته للحوار الوطنى شىء إيجابى، ولكن يجب أن يكون حوارا حقيقيا، وليس لعبة من ألاعيب الإخوان لدعوة المعارضة لمجرد شرب القهوة، واللعب فى القصر الجمهورى، والتقاط الصور مع الرئيس، أو ما ينوب عنه، ثم يفشل الحوار الوطنى كما فشل غيره، بعد أن تحول هذا الحوار إلى «مكلمة» يومية، حيث اعتبره الجميع «مجرد تسالى ولعب فى قصر الرئيس» لذلك فشل الحوار الأول، ونخشى أن يكون الفشل هو مصير الحوار الثانى.
وحتى لا يكون هذا الحوار مضيعة للوقت، أوأن يشعر المشاركون فيه بأنهم ذاهبون للعب فى قصر الرئيس، فإن هناك شروطا حقيقية لقبول القوى السياسية للحوار مع الرئيس، أهمها تعهد مرسى باختيار لجنة متوازنة لتعديل الدستور، وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى، وتحديد المسؤول عن الأحداث الدامية التى وقعت مؤخراً، وبغير هذه الشروط، يجب أن ترفض القوى السياسية الحوار الوطنى، حتى لا تقع فى الفخ الإخوانى.. فهل يقبل مرسى ومرشده تلك الشروط؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة