عادل السنهورى

نصيحة محمد العريان

الخميس، 03 يناير 2013 09:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان على الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية قبل أن يلقى خطابه الأخير فى افتتاح مجلس الشورى، أن يستعين ويسأل أهل العلم والذكر الحقيقيين فى علم الاقتصاد، قبل أن يتحدث بأرقام غير حقيقية عن اقتصاد آخر، لا علاقة له بواقع الاقتصاد المصرى ومصاعبه، وأزماته الحالية، ويبدو أن من كتب له الخطاب أحد خبراء الاقتصاد فى نيوزيلندا أو النمسا، وليس أحد المعنيين والمهمومين والغارقين فى معاناة الاقتصاد المصرى ومستقبله الغامض.

و لا أعرف من تملكته جرأة الجهل وشجاعة التزييف من كتبة الخطابات الرئاسية هذه الأيام على كتابة هذه الأرقام غير الواقعية والكاذبة والمخادعة للشعب والرئيس ولم يحاسب على فعلته، أو يعاتب عليها، إلا إذا كانت الأرقام وافقت هوى الرئيس نفسه لتطمين الشعب، وتجميل صورة الرئاسة أمامه حتى لوكانت بأرقام خيالية، ومعلومات وهمية عن حقيقة الاقتصاد المنهار.

المشاكل والحلول للوضع الاقتصادى المتأزم فى مصر الآن معروفة -كما يقول الخبير الاقتصادى العالمى الدكتور محمد العريان- ولكن غياب الإرادة السياسية والعقلية المدربة والواعية والكفؤة والاستعانة بالخبراء الوطنيين الحقيقيين لتجاوز هذه الأزمة هى المشكلة الحقيقية فى مصر، فالمشكلة ليست فى توصيف ملامح الأزمة ولكن فى وضع خريطة طريق واضحة للإنقاذ، ولا ينقصنا فى هذا أصحاب الخبرة والكفاءة والمعرفة من الاقتصاديين فى الداخل أو الخارج، القادرين على إدارة الأزمة قبل فوات الأوان، لأننا فى صراع مع الزمن من أجل التغلب على الأزمة.

وأظن أن شخصية مصرية مثل الخبير العالمى الدكتور محمد العريان، الذى اختاره الرئيس الأمريكى أوباما ضمن فريقه الرئاسى لإنعاش الاقتصاد الأمريكى لديه مفاتيح كثيرة، يستطيع الاقتصاد المصرى الاهتداء بها للخروج من عثرته وكبوته، بشرط أن تحدد مصر اتجاهها ونظامها الاقتصادى غير الواضح أو محدد فى الدستور المصرى، ووضع سياسة اقتصادية واضحة، وشرحها بكل شفافية وصدق للشعب المصرى حتى يتفاعل معها، وكان من الأولى للرئيس فى خطابه، أن يواجه الشعب بحقيقة وواقع الاقتصاد المنهار، بدلا من مداعبة المشاعر بأرقام بعيدة عن الواقع.

المصالحة والمصارحة والوضوح والإرادة السياسية، سمات أساسية للخروج من أزمة اقتصادية طاحنة، وقبلها الاستعانة بعقول مصر الخبيرة فى الداخل والخارج، بدلا من الاستعانة بأهل الثقة من مدراء المكاتب الذين لا حيلة لهم ولا قوة فى إدارة شؤون دولة بحجم مصر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة