يقول صديقنا «على عبدالمنعم» الرائع خلقا وموهبة: (ولن يرضى عنك صباحى والبرادعى حتى تتبع جبهتهم..ولن يرضى عنكم الإخوان حتى تتبع مرشدهم).
قولة «على» حينما يضاف إليها أزمة الإخلاص التى نعيشها تستطيع أن ترى بوضوح سر الأزمة الحقيقة التى يعيشها الوطن، لا أسعى للسير على خط المنتصف أو إمساك العصا من منتصفها بانتقاد الجانبين، ولا أرغب فى الانضمام لفرق الحياد الزائف بحثا عن رضا سلطة أو تشجيع معارضة لأن الواقع بالنسبة لى واضح وصريح ويقول بأن الرئيس صاحب سلطة اتخاذ القرار هو المسؤول الأول والوحيد - بالمناسبة أنا متعمد تكرار هذه الجملة كل يوم - ولكن مسؤولية الرئيس الكاملة لا تنفى أبدا شراكة القوى السياسة الأخرى فى صناعة الفوضى التى نعيشها، سواء بجبنهم عن إدانة العنف بشكل واضح أو موقفهم غير المفهوم مما يتعرض له الأمن أمام المؤسسات والمصالح الحكومية، أو بضعفهم عن اتخاذ قرارات حاسمة وحازمة تجاه تحركات الدولة، أو ارتباكهم وعدم قدرتهم على التواصل مع المواطنين فى الشوارع وطمأنتهم وجمعهم خلف راية واحدة..أو إيضاح موقفهم من نداء إسقاط الرئيس وبلورته فى فكرة الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة لكى يدرك الجميع أن المعارضة لا تحقر من شأن صندوق الانتخاب ولا تقف ضد الشرعية ولكنها تدعم حق الشارع فى إزاحة الرئيس الذى خذله وخالف وعده الانتخابى معه.
هذا عن المعارضة التى تشبه كثيرا أهل السلطة فى أن كليهما لم تظهر له ملامح مبشرة بعد، أما عن الرئيس وجماعته فالأمر يبدو أكثر تعقيدا خاصة حينما تجد نفسك أمام جماعة ومؤسسة رئاسة ترى فى كل ناقد أو مخالف لها عدوا للمشروع الإسلامى وداعيا للخراب ومتآمرا على مؤسسات الدولة، وهى الاتهامات التى قد تبدو الآن مضحكة حينما تكتشف أنها كانت توجه لكل من انتقد الدستور وقانون الانتخابات وحوارات الرئيس ووصف قرارات الدكتور مرسى بأنها غير مدروسة ولا تعرف طعم بعد النظر.. اليوم أصبح الإخوان مطالبين بالاعتذار والاعتراف بالخطأ وإلا فما قول الجماعة التى باركت قرارات الرئيس بفرض الطوارئ وحظر التجول فى مدن القناة بعد أن سخر أهالى بورسعيد والسويس والإسماعيلية من قرار الرئيس ونزلوا إلى الشوارع بالآلاف يهتفون ضده ويخرقون حظر التجوال أمام عينيه وعيون قواته دون أن يجرؤ على أن يرفع صباع التهديد الذى استخدمه لإضافة بعض بهارات القوة على خطابه الأخير؟، ما هو شعورك عزيزى القيادى الإخوانى والسلفى وأنت ترى مؤسسة الرئاسة اليوم تعلن عن دعمها لتعديل الدستور الذى قاتلت أنت فى الشوارع لإقناع الناس بأنه أعظم دستور فى تاريخ البشرية.. شعورك إيه وأنت تكتشف أن كل الملاحظات والانتقادات التى وصفت أصحابها بالكفر وعداوة الإسلام تعود إلى طاولة المناقشات لتعديل ما قلت أنت إنه خير ضمانة للوطن وتطبيق الشريعة؟، ما شعورك عزيزى الإخوانى والسلفى وأنت ترى قانون الانتخابات الذى تم تمريره فى مجلس الشورى بأغلبية إخوانية رغم اعتراضات الجميع يعود مرة أخرى إلى طاولة التعديل؟ ما هو شعورك وأنت تشاهد بعينك اعتراف الدكتور الكتاتنى بالخطأ فى تمرير قانون الانتخابات بالمخالفة لما تم الاتفاق عليه فى الحوار الوطنى؟، ما هو شعورك وأنت ترى الرئاسة الآن لا تجد مانعا ولا حرجا ولا عيبا فى تعديل الدستور أو إقالة الحكومة بعد أن أطلقوك تنهش فى لحوم الناس التى قالت من قبل على كل هذه الأشياء التى نسعى لإصلاحها الآن بأنها تعانى خللا وكوارث كبيرة؟.. هل أدركت الآن أنه لا أحد كبير على الخطأ؟، هل أدركت الآن أن حكم البلاد لا يعنى الاستحواذ والانفراد بالسلطة؟، هل آمنت الآن بأن الشارع المصرى لم يعد كما كان وأن صرخته قادرة على إجبار «التخين» على الاستجابة إلى مطالبه؟!!.. يارب تكون الرسالة وصلت!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ماجده سلامه
الأخوان لا يتعلمون .. أثمن موقف حزب النور الذى يظهر كحزب وطنى و ليس كعصابه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبدالفتاح
غرييييييبه
عدد الردود 0
بواسطة:
فوزى مصطفى
لجان الأخوان الألكترونيه مشغوله بالصحف و المواقع الألمانيه
عدد الردود 0
بواسطة:
شكسبير المصرى
رقم3 فوزى مصطفى
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
لن تصل
عدد الردود 0
بواسطة:
الاالخليج العربي يااخوان انفسكم
رد على رقم2 في الصحف السعودية والخليجية والمصرية والعربيةوالاجنبية
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سيد
الدرس الاهم
عدد الردود 0
بواسطة:
tomy
احسن مافيهم انهم لا يفهمون ولا يفكرون
عدد الردود 0
بواسطة:
البروفوسير
اللي اختشوا ماتوا
لا ليس بعد