هناك أشخاص يعملون داخل مؤسسة الرئاسة بصفة مستشارين ومساعدين للدكتور محمد مرسى فى حاجة ملحة إلى مشاهدة إعلانات البنك الأهلى الشهيرة، لكى يدركوا أن مكانهم الطبيعى ليس قصر الرئاسة.
على رأس هؤلاء يسكن المستشار القانونى للرئيس محمد جاد الله، ليس فقط لأن أزمات الدكتور مرسى القانونية كانت كارثية، وساهمت فى تحطيم شعبيته بداية من قرار عودة البرلمان، ونهاية بالإعلانات الدستورية والنائب العام، ولكن لأن الدكتور جاد الله فى حاجة فعلية لأن يخبره أحد موظفى البنك الأهلى، بمضمون الإعلان الشهير «مكانك مش هنا.. عايز شمسية ومكتب علشان تبقى أول عرضحالجى رئاسى.. البنك الأهلى المصرى بيمول أى مشروع صغير وهيديك المبلغ اللى تحتاجه».
وحتى تتأكد بنفسك أن إعلان البنك الأهلى هو الحل الوحيد للخلاص الرئاسى من أمثال جاد الله، سأقول لك إن المستشار القانونى «المحنك» والعبقرى، صرح لوسائل الإعلام تعقيبا على قرار حظر التجول الذى فرضه الرئيس على مدن القناة قائلا: (المؤشرات الميدانية القادمة من محافظات بورسعيد والسويس والإسماعيلية تشير إلى أن «حالة من الارتياح تسود بين معظم أبناء هذه المحافظات تجاه فرض الطوارئ وحظر التجول»، لأنهم يعلمون جيداً مدى سوء الحالة الأمنية التى كانت عليها هذه المناطق خلال الأيام الثلاثة الماضية).
طبعا تصريحات سيادة المستشار القانونى، توضح لك حجم العسل المتوفر داخل مؤسسة الرئاسة، لكى ينام فيه المستشارون والمسؤولون بهذا الشكل الذى يجعلهم مغيبين تماما عن رؤية الحقيقة، والغضب البورسعيدى والسويسى والإسمعلاوى الذى ظهر على كل الفضائيات ضد قرارات الحظر، بل ووصل إلى خروج مئات الآلاف فى شوارع محافظات القناة ساخرة، متحدية قرارات الرئيس، دون أن يجرؤ الرئيس أو مستشاره القانونى جاد الله على اتخاذ رد فعل واحد تجاه هيبة الدولة التى ضاعت، بمخالفة أهالى مدن القناة للقرارات الرئاسية التى صدرت مصحوبة بتهديدات مرفقة بصباع الرئيس، ضد كل من يخالف القرار، وهى نفس التهديدات التى أكدها «جاد الله» فى تصريحاته المنشورة بوسائل الإعلام ليلة الثلاثاء، حينما قال: «المحاكمات الاستثنائية فى انتظار كل من تسول له نفسه خرق حظر التجول»، ثم اختفى سيادة المستشار الهمام دون أن يخبرنا مالذى قرره بشأن محاكمة شعوب السويس وبورسعيد والإسماعيلية الذين خرقوا الحظر، بل وأجبروا الرئاسة على التراجع «الشيك» بإعلانها تفويض المحافظين فى التعامل مع قرار حظر التجول، سواء بالتخفيف أو الإلغاء، وهو القرار الذى يعد بمثابة إعلان انتصار إرادة أهل مدن القناة على تهديدات الصباع الرئاسى.
أداء جاد الله لا يختلف كثيرا عن أداء باكينام الشرقاوى، التى يبدو عليها التأثر فى كل ظهوراتها بأداء ربات البيوت، المائل دوما للف والدوران، وحوارات تأدية الواجب، وعماد عبد الغفور المسؤول عن ملف الحوار المجتمعى، ووصل المجتمع المصرى فى عهده لأول مرة إلى حالة الاقتتال الأهلى فى الشوارع، دون أن يصدر عن سيادته تصريح واحد أو حتى مجرد تلميح بالفشل.
الأزمة إذن تكمن هناك.. داخل أروقة القصر الرئاسى، والتطهير المطلوب لابد أن يكون هناك، تطهير هؤلاء غير القادرون على رؤية ماهو أبعد من مقدمة أحذيتهم،والذين يتحصنون بالكلام عن نظرية المؤامرة، وإلقاء التصريحات الوردية بدلا من الاجتهاد فى تحصين رئيسهم بالمعلومات الواقعية، والنصائح المؤسسة على معطيات صحيحة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة