حنان شومان

أسامة الشيخ كمان وكمان

الجمعة، 04 يناير 2013 01:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ 22 شهرا يقبع واحد اسمه أسامة الشيخ فى سجون مصر، وأقول واحد لأنه صار اسما فى قائمة متهمين، رغم أنه لا يجب ولا يصح أن يكون إلا فى قائمة المبدعين. كتبت عن أسامة الشيخ مرات عديدة فى مواضع مختلفة منذ الثورة، ولكنى سأكتب عنه كمان وكمان، لأن حكاية أسامة الشيخ لم تنته بعد، بل أخذت منحى جديدا، فالرجل قرر الإضراب عن الطعام بعد أن يئس من تحقيق العدل. أسامة الشيخ، الرئيس الأسبق لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، الذى قرروا أن يضعوه فى السجن ليكون للحكام آنذاك وسيلة لغسل اليد أمام شعب ثائر، فتم تلفيق قضية، وأقول تلفيق بمعنى ترتيب قضية وهمية لا تعتمد على شىء إلا إرادة سياسية فى حينها، وتم تقسيم القضية لاثنتين متماثلتين حتى يصير الأمر شكله بجد، ومن العجب أن يحصل الشيخ على براءة فى القضية الأولى بحيثيات حكم تشيد بعمل الرجل وقيمته، ثم يتم الحكم عليه فى القضية المماثلة تماما للأولى خمس سنوات سجنا مشددا، ولكن لأن القانون مايعرفش زينب ولا الشيخ فالحمد لله منحه الحق فى طلب النقض، وهو ما فعله، وغاب الأمر طويلا فى بلد صار العدل فيه منتهكا وممتهنا ومتأخرا، ثم يأتى حكم محكمة النقض ليعيد القضية ثانية إلى القضاء لما رأى فى الحكم من عوار. إذاً بالقانون أسامة الشيخ يجب أن يطلق سراحه حتى تحديد موعد للمحاكمة، ولكن لسبب ما مازال الشيخ فى السجن ينتظر العدالة البطيئة العمياء، حيث قرر أن يضرب عن الطعام لعل صوته الواهن يصل للعدالة.

أسامة الشيخ الذى كان يوماً ملء السمع والبصر فى جميع أقطار الوطن العربى لأنه من قلائل الموهوبين فى مجال الإعلام، اليوم يقبع خلف جدار السجن متهماً بريئاً ينتظر عدالة بطيئة عمياء.

وقد يطرح أحدكم سؤالا: «إشمعنى أسامة الشيخ الذى تكتبى عنه ياما فى الحبس مظاليم ولا هو علشان تعرفيه؟»، وتعليقات أخرى من نوعية هذا التعليق، أو أسوأ، وهى تعليقات مشروعة لمن لا يعرف قيمة مثل هذا الرجل، وقيمة الوقوف ضد الظلم حين تعرفه ولا تشير له. نعم أعرف أسامة الشيخ، وأعرف أننا فى الإعلام الآن ما أحوجنا له أكثر من أى وقت مضى فى مثل هذه الأوقات الملتبسة بين الحق والباطل، والحرفية والهواية، كما أعرف بالدليل واليقين أن سجنه لم يكن لفساد أو لخطأ، ولكن لنظرة قاصرة تجرى وراء فكرة إن كانت الجماهير غاضبة فامنحها عدة أسماء يتسلون بها عن آخرين هم أولى بالحساب والعقاب.

كتبت سابقاً عن أسامة الشيخ، وها أنا أكتب كمان وكمان، لأنه برىء، ويحتاجه إعلامنا، وكم ممن نحتاج الآن مغيب عن المشهد!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة