اقرأ معى هذه الكلمات:
«يجب ألا ننسى أيها الإخوة ونرضع أبناءنا وأحفادنا كراهية لهؤلاء الصهاينة واليهود يجب أن يرضعوا الكراهية ويجب أن تستمر الكراهية تعبدا وحسبة لله عز وجل، عبادة لله عز وجل أن نكره هؤلاء لأنهم لا يحفظون دينا ولا ذمة صهاينة وأبناء لهم يجب على الأمة أن تحذر منهم وألا تنام وألا تغفل وأن تستيقظ وأن تستمر مسيرتنا مستمرة لن نتراجع لن نتقاعس لن نترك لن نخاف من هؤلاء وهؤلاء مصيرنا دائما بيد الله عز وجل».
لعلك تتساءل الآن من صاحب هذه الخطبة الرنانة، ومن ذلك الرجل الشجاع الذى وقف فى محفل عام وهو يعرف أن أمن الدولة تراقبه وصرح بتلك التصريحات العنترية الممتلئة بالكراهية لليهود عامة مطالباً إيانا أن نُرضع أبناءنا كراهيتهم لأنهم وفقا لأدبياته -لا عهد لهم ولا ذمة- هل استبد بك الشوق لتعرف من هو البطل الجسور؟ إنه ذلك القابع فى قصر الرئاسة، الدكتور محمد مرسى صاحب الخطاب العاطفى لشيمون بيريز ورئيس حزب الحرية والعدالة السابق الذى كان ومازال يضم من بين مساعديه ونوابه ذلك الموصوف بـ«البطل» فى الصحافة الإسرائيلية «عصام العريان» الذى لم تهدأ الدنيا منذ أن تبنى قضية إعادة اليهود إلى مصر مفاجئا الجميع بتلك التصريحات الغريبة وتلك الكلمات المريبة، والكلام موثق بفيديو على اليوتيوب بعنوان «فضيحة بجلالجل لمحمد مرسى وعصام العريان» لكن ما أعده مفاجأة حقا هى تلك «الحنية» التى انتابت وهو يتحدث عن اليهود وكأنه يشعر بمأساتهم ويتأسى لحالهم فقد قال العريان: يعنى اليهود المصريين اللى فى إسرائيل دلوقتى يروحو فين؟ يعنى يروحو ورا الشمس؟ ولا يروحوا ينتحروا؟ وهى الحنية المفاجئة التى إن قارناها بوصية محمد مرسى فى الخطبة السابق الإشارة إليها سنتأكد من أن عصام العريان لم يرضع من الكراهية التى أوصى بها مرسى.
المفاجأة أن يهود مصر المهاجرين صفعوا العريان صفعة لا يجب أن ننساها من أبنائه من اليهود فى تجسيد عملى للمثل القائل «قلبى على ولدى انفطر وقلب ولدى عليا حجر» فقد كذبه أكثر من يهودى مصرى مهاجر وقالوا له إن ناصر لم يطردهم، كما أرسل إليه رئيس الجمعية اليهودية المصرية بتل أبيب خطابا يقول له فيها مستنكراً: هل ستوفر لى مسكنا أم سأنام فى القبور مثل مئات الآلاف من المصريين، وهل ستوفر لى عملا أم سأبقى عاطلا مثل مئات الآلاف من الشباب؟ وهل ستضمن لى الحرية أم ستقمعنى؟ وهذه الصفعات المتتالية فى اعتقادى هى الجزاء العادل لمن يناقض نفسه ويتبنى قضايا مشبوهة لا غرض من ورائها إلا المصالح الحزبية الضيقة، و«طظ فى مصر وأبومصر واللى فى مصر».
لا سبيل هنا للحديث عن أن تلك «المبادرة العريانية» لإعادة اليهود اجتهاد شخصى أو أن العريان كما صرح رئيس مجلس الشورى «أحمد فهمى» لا يمثل الجماعة، فمعروف أن العريان من أكبر قياداتهم، ومعروف أن أصغر شبل فى الجماعة لا يستطيع أن يتفوه بكلمة إلا بأمر المرشد فما بالك بأحد أهم قياداتهم، وكنت أتمنى قبل أن يتبنى الإخوان قضية إعادة اليهود وقبل أن يفتروا على عبدالناصر ملقين عليه اتهاماتهم أن يقروا سنة نبياً جيداً، فقد طرد صلى الله عليه وسلم يهود بنى قريظة من المدينة، كما أمر بسبى نسائهم ومصادرة أموالهم، وذلك أنهم ارتكبوا جرائم مثل تلك التى ارتكبوها فى عصر «ناصر» فقد تجسسوا على نبى الله وساعدوا أعداءه عليه وكادوا أن يجهزوا على دولته الناشئة، وكأن عبدالناصر إن صح أنه طرد اليهود كان يطبق الشريعة الإسلامية عاملا بالسنة النبوية بينما لا نعرف أى شريعة يطبقها الإخوان وأى سنة يتبعونها؟