يتخيل أنصار الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل أنه أسد السنة وحصن الدفاع عن الإسلام، وإذا وضعنا الحجم فى الاعتبار فإن بعضهم يظنه «منجنيق» الأمة وقاذف اللهب فى وجوه أعدائها وأعداء الشريعة، والبعض الآخر يراه «وحش» الإسلام المرعب الذى أصاب العالم «بالخضة» ودفع أمريكا وإسرائيل بمساعدة أعداء الدين فى مصر للتآمر ضده ومنعه من الوصول إلى كرسى الرئاسة لأنه يملك مفاتيح عودة الخلافة وإخضاع العالم أجمع للإمبراطورية الإسلامية التى سيقودها المظفر أبوإسماعيل.. أما الشيخ حازم فلديه من الهوس بشخصه ما لا يجعلك قادرا على تخيل الصورة التى يرسمها لنفسه والتى بدا بعضها واضحا فى حديثه عن إعادة تربية وزير الداخلية السابق فى الفيديو الشهير.
فى أيام شهر يناير الأولى من عام 2011 احتجز أمن الدولة عددا من الشباب السلفى فى الإسكندرية بتهمة تفجير كنيسة القديسين وفى فجر 5 يناير اعتقل الأمن الشاب السلفى سيد بلال الذى خرج بعد 24 ساعة من السجن جثة هامدة مشوهة من شدة الضرب والتعذيب، ووقتها انتفضت الإسكندرية تطلب الثأر لسيد بلال، وتظاهر الشباب فى كل مكان ونشرت الصحف وصرخت وسائل الإعلام ضد أجهزة أمن مبارك، ومن بين كل الصور والمظاهرات والمشاركات التليفزيونية وبيانات الشجب وإدانة سلخانة الداخلية لا توجد صورة واحدة أو دليل تليفزيونى واحد على أن الشيخ الأسد «الوحش» حازم صلاح أبوإسماعيل قد انتفض أو هاجم الداخلية أو طلب الثأر لسيد بلال، كان مثله مثل كل الخرس الذين صمتوا عن الحق، وجبنوا أن يقولوا كلمة الحق فى وجه السطان الجائر وجهاز أمن الدولة القمعى، لم يذهب أبوإسماعيل للإسكندرية ولم يقف فى سلاسل شباب 6 إبريل وكفاية يهتف ضد الداخلية، ولم يظهر فى برنامج فضائى يهدد وزير الدخلية حبيب العادلى ويطالبه بضرورة الرحيل مثلما فعل مع أحمد جمال الدين واعتبره البعض بطلا.
كان فين الشيخ حازم وقت وفاة سيد بلال من شدة التعذيب، ووقت ما وقف الرجالة وقفة رجالة يطالبون برحيل حبيب العادلى وبالثأر لمقتل شهيد الإسكندرية السلفى؟، فى الغالب ستحصل على إجابة مثل تلك الإجابات الهزلية التى سمعناها حينما سألنا لماذا ترك الشيخ حازم أنصاره فى العباسية وهرب من المواجهة؟ فقالوا لنا أنه مصاب بشد عضلى، أو كتلك الإجابة التى حصلنا عليها حينما سألنا لماذا لم يذهب الشيخ حازم للإسكندرية مع أنصاره لحماية القائد إبراهيم؟ فقالوا لنا إن موبايله كان مغلقا لأنه نسى الشاحن، وبناء على ما سبق ربما سيظهر أحدهم ليخبرنا أن أبوإسماعيل لم يهتف ضد حبيب العادلى أو يتظاهر تضامنا مع سيد بلال لأن أحباله الصوتية كانت «بعفية شوية» أو يعانى من نزلة برد، أو لم يعرف خبر تعذيب ومقتل سيد بلال لأن طبق الدش كان «بايظ»، حاول أن تتوافق مع تلك الإجابات الهزلية لأن أحدهم لن يخبرك أن الشيخ حازم كان واحدا من فريق «الخرس عن الحق» وإن قال نقدا فى زمن مبارك فستجده من هذا النوع اللطيف الذى يشبه أبدا جبروته الظاهر فى تلك الأيام؟
لن يكون الشيخ حازم سعيدا أبدا إن سألته هذا السؤال، أو أى سؤال له علاقة بمواقفه فى زمن مبارك ولماذا لم تكن بنفس الشجاعة والغطرسة والحماسة الموجودة الآن.. هذا إن كانت له مواقف أصلا؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة