من يشاهد ويستمع إلى الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء لا يشعر بأن هناك شيئا يقلقه ويزعجه على الإطلاق وليست هناك كارثة محدقة بالاقتصاد، وأن مصر تتجه إلى حافة الخطر والأوضاع تزداد صعوبة مع ارتفاع الأسعار بشكل يومى وتراجع الجنيه أمام الدولار وباقى العملات العربية والأجنبية والانخفاض اليومى للاحتياطى الأجنبى. الرجل هادئ جدا ويتحدث بصوت منخفض، فهو مطمئن وواثق بأننا لسنا أمة فى خطر حقيقى وعلى أعتاب مرحلة غاية فى الصعوبة وشديدة التعقيد فى الوضع الاجتماعى، مع اقتراب صبر المصريين على النفاد بعد أوهام «النهضة» و«دستور الاستقرار» و«أرقام الدكتور مرسى عن الاقتصاد الهولندى».
الرجل يحتاج من ينبهه ويوقظه من ثباته وهدوئه، فالوضع الاقتصادى الحالى يتطلب نوعية مختلفة من المسؤوليين ذوى كفاءة وخبرة وقدرة استثنائية تعى وتقدر حجم الكارثة التى نعيشها وتضع لها الحلول السريعة العاجلة لوقف نزيف الانهيار.
الأمم المتحضرة عندما تواجه خطرا ما تستدعى طاقاتها وكفاءاتها البشرية من الداخل والخارج لمواجهة هذا الخطر، والدكتور هشام قنديل ورئيسه الدكتور محمد مرسى بالتأكيد بلغهما أثناء وجودهما للدراسة فى الولايات المتحدة الأمريكية أن هناك مشروعا أمريكيا شارك فيه الآلاف من خبراء المناهج فى التربية والتعليم هناك ومن كل الاتجاهات الفكرية والسياسية وبأوامر رئاسية من الرئيس الأسبق رونالد ريجان لإنقاذ مسار العملية التعليمية الأمريكية واتفق على تسمية المشروع التربوى (أمة فى خطر).. تصوروا اجتماعات طارئة بدعوة رئاسية لآلاف الخبراء والنخبة فى مجال التعليم لمجرد رصد وجود خلل فى المناهج والعملية التربوية ومستوى التعليم مقارنة مع دول مثل اليابان. المهم أن المشروع تم وضعه فى عهد ريجان وخرج بنتائج وتوصيات ملزمة وأصبح سياسة ثابتة لكل الرؤساء الأمريكان بعد ذلك وحتى الآن حتى لا يتراجع مستوى التعليم الأمريكى..!
هذه هى أمريكا ثلث اقتصاد العالم بكل قوتها التكنولوجية ومواردها الضخمة، استشعرت خطرا فانتفضت، أما نحن فلدينا رئيس غير قلق تماما وغير منتفض ورئيس وزراء هادئ مطمئن، رغم أنهما تعلما فى أمريكا، ولكن عدوى الانتفاض لم تنتقل إليهما.
كنت أتصور عند وصول الوضع الاقتصادى إلى هذا الحد من الخطر أن يدعو الرئيس كل خبراء الاقتصاد والتخطيط المصريين فى الداخل والخارج على الفور لعقد مؤتمر عاجل لإعداد مشروع (أمة فى خطر) والخروج بخطة إنقاذ عاجلة يتم تنفيذها على الفور. وربما تكون الفرصة مازالت سانحة إذا كان هناك رجل رشيد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة