أعترف أننى شعرت بالألم الممتزج بالغضب بعد- وأثناء- قراءتى لمقال «أحمد ماهر» فى «اليوم السابع» المعنون بـ«أنت خاين وعميل»، لأنى لمست تألما حقيقيا يكمن فى أعماق «ماهر» لاسيما وهو أحد القادة الميدانيين فى الثورة منذ اللحظات الأولى وحتى اليوم، كتب أحمد ماهر فى مقاله: «... بمجرد أن يتم الاختلاف فى الرأى يبدأ التخوين، فأصبح هو الوسيلة المثلى لتفريق التحالفات وتفكيك التنظيمات وبدء المناوشات والمصادمات... أنت خاين وعميل، أجندات، مؤامرة.. مصطلحات استخدمها نظام مبارك وإعلامه لتشويه معارضيه بكل أطيافهم، لم ينج من هذه الاتهامات لا ليبراليون ولا إسلاميون ولا اشتراكيون ولا حتى القوميون أو الاشتراكيون المعادون لأمريكا عداء شديدا»، يعكس هذا الكلام ألما داخليا وإحساسا عميقا بالظلم الذى وقع عليه بالرغم من صلابته وخبرته الثورية التى اكتسبها بالرغم من صغر سنه وحداثة 6 إبريل التى أسسها ويقودها فى حنكة سياسية حقيقية، وقد حضرت بنفسى واقعة صلح تمت بين «أحمد ماهر» وبعض شباب 6 إبريل من ناحية، وبين بعض شباب الحركات الأخرى، وقد دعانى بعض الشباب من الطرفين للتحكيم فيما بينهم حيث كان بعض الشباب قد اعتدى باللفظ على «ماهر»، أعرف أن أحمد ماهر يتعرض لمثل هذه الأمور فى محاولات القليل منها عفوى ويصدر من بعض الشباب الذين تأثروا بالدعايات المضادة لماهر أو 6 إبريل لكن الغالبية من محاولات تشويه ماهر و6 إبريل تأتى بتدبير من الخصوم السياسيين من المنتمين للثورة المضادة أو الإخوان المسلمين، فقد اتهم موقع «إخوان أون لاين» التابع لجماعة الإخوان المسلمين، أحمد ماهر، بقيادة «البلطجية»، للاعتداء على مؤيدى مرسى، ونشر موقع الإخوان: «فى مشهد مثير للدهشة، قاد أحمد ماهر البلطجية فى محيط قصر الاتحادية، للاعتداء على مؤيدى الرئيس مرسى بميدان روكسى، والشوارع المحيطة بالقصر الجمهورى... قاد ماهر البلطجية الذين استخدموا قنابل المولوتوف والخرطوش، مما أدَّى إلى إصابة العديد من مؤيدى الرئيس». مع العلم بأن أحمد ماهر يقود حركة 6 إبريل التى أعلنت عن تأييدها لمرسى، فى جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة، كما ساندت الحركة الرئيس الإخوانى طوال الفترة الماضية ودعمت كثيرا من القرارات التى اتخذها مرسى منذ توليه الرئاسة، وعلى رأسها إقالة المشير طنطاوى والفريق سامى عنان، ومن المؤكد فإن فخاخا كثيرة قد نصبت فى طريق شباب الثورة وسوف يستمر نصب هذه الفخاخ لتفتيت القوى الثورية الحقيقية وتشتيت الجهود من ناحية ومحاولات العبث وإشعال معارك خلافية من داخلها، وكل القوى المعادية للثورة تستخدم ذلك بحرفية شهدناها على كل المستويات خلال الفترة الماضية، بل إن هذه القوى المعادية للثورة تقوم بتمويل بعض الشباب المتحمسين الذين التحقوا مؤخرا بالمليونيات الأخيرة من قليلى الخبرة بالمال والسلاح ونشر دعوة العنف باسم الثورة، بل اشترك بعض قيادييها فى وضع جذور العنف بطريقة خبيثة تتم عبر الرفض الظاهرى للعنف إيحاء لشباب الثورة بأن العنف موجود فعلا لكنهم يرفضونه، مع أن أحد قادتهم أثناء مليونية التحرير التى قرر فيها التيار الإسلامى نزول التحرير فى مليونية «الشرعية والشريعة» بالرغم من وجود مليونية شباب الثورة فى ميدان التحرير وبدا الصدام المروع قادما، قال قائدهم بالحرف الواحد: «سوف ننزل ميدان التحرير ونمهل من فيه ساعة ثم يفعل الله ما يريد»، لكن فى الساعات الأخيرة نقلوا مليونيتهم إلى ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة، صاحب تهديد إمهال ثوار الميدان ساعة يعود اليوم مطالبا الثوار بنبذ العنف، مما يؤكد لشباب الثورة أن دعوته لرفض العنف تظهر فى أوقات لصالحه وتختفى فى أوقات لصالحه أيضا مما يؤكد أن دعوته لرفض العنف إنما تؤكد على وجود العنف، مما يدعونا لتنبيه شباب الثورة إلى نبذ سلاح وأموال الممولين من المعادين للثورة والرفض البات للعنف، ويتحتم على كل قوى الثورة الحقيقية التى تدعو للاعتصام والتظاهر فى ميدان التحرير أن تعلن موقفها بمنتهى الوضوح من رفضها للعنف، ليس فى الفضائيات ولا فى الصحف ولكن فى أوراق يتم نشرها فى ميدان التحرير لأن «أوراق التحرير» هذه سوف تكون أقوى من كل سلاح، وكل الفضائيات وكل الصحف، لابد لكل قوى الثورة الحقيقية أن تكون لها «أوراق التحرير» هذه تنشر فيه آراءها ومواقفها وبياناتها ولتبدأها ببيانات رافضة للعنف باسم الثورة، أذكر أننا كنا فى بيروت منذ سنة 1976 وحتى خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان سنة 1982 كانت تتعايش عشرات المنظمات الفلسطينية واللبنانية بداعميها العرب فى منطقة «مستديرة الكولا» فى شارع الجامعة العربية الذى أطلق عليه الكاتب والمناضل الفلسطينى الكبير «رشاد أبو شاور» اسم «الشارع الأخير»، كان هذا الشارع الأخير يشبه إلى حد كبير ميدان التحرير حيث كانت تتجمع فيه كل المنظمات الفلسطينية المسلحة على اختلاف مناهجها وكذلك كل حركات التحرر فى العالم من مصر والبلاد العربية وإيران وأمريكا اللاتينية، وكان لكل منها أوراقه التى ينشرها ويتبادلها مع الجميع، وكانت هذه الأوراق تحمل آراء ومواقف الجميع، وكانت كل وكالات الأنباء والصحافة العالمية تنقل كل ما فى هذه الأوراق للعالم كله، كانت أوراق الشارع الأخير أقوى من كل محطات الإذاعة وكل الصحف العالمية، وأقوى من كل الأسلحة، لأنها كانت دائما تحمل الحقيقة، ولم تكن تتكلف سوى الورق والحبر وآلة التصوير، لكنها كانت أقوى من كل القنابل الانشطارية وقذائف الـ«آر بى جى» والـ«بى سفن» والألغام المفخخة فى الرسائل والمنطلقة بالريموت كنترول على البعد، لماذا لا يكون لنا «أوراق التحرير»؟ سؤال أطرحه على كل قوى الثورة الحقيقية وأدعوها لتنفيذه، وليبدأ المناضل والقائد الميدانى «أحمد ماهر» وثوار 6 إبريل فى إصدار «أوراق التحرير»، حتى تظهر الحقيقة بعيدا عن تشويهات أعداء الثورة.