فرق شاسع أن ترى تنظيما يريد أن يتظاهر فى ذكرى حرب أكتوبر المجيد، فى خضم احتفالات غير مسبوقة لانتصارات اكتوبر، حيث إن هذه السنة هى الذكرى الأربعون، وفى نفس الوقت تأتى بعد نصر ملحمة الشعب فى 30 يونيو التى دعمها وساندها الجيش المصرى بكل قوته، وبين شباب ماسبيرو الذى قرر عدم تنظيم مظاهرات فى ذكرى ماسبيرو هذا العام، نظرا للظروف الأمنية التى تمر بها البلاد. مع الفارق الشاسع بينهم فى الأهداف حيث إن تنظيم الإخوان يتظاهر متخيلا ومتصورا رجوع مرسى وشباب ماسبيرو يمر عليهم ذكرى استشهاد أصدقائهم فيحيونها معلنين إصرارهم على حق هؤلاء الشهداء وأنهم ونحن معهم لم ولن ننسى شهداء الوطن والنضال الحقيقى.
قبل تظاهرات الإخوان فى 6 اكتوبر حاول الإخوان دخول ميدان التحرير فقط عندما كانت آشتون تزور القاهرة لا قبل ذلك مطلقا. لأنهم يريدون أن تظل قضيتهم فى المحفل الدولى لا يريدون مصر ولا مصلحتها يريدون أن يتحدث الغرب عنهم وعن حقوقهم التى بتروها بأيديهم من أجل أن يظل ويستمر فقط التعاطف الدولى الواهى الذى سينتهى بنهاية مصالح الغرب معهم.
أما عن تظاهرات الإخوان فى ذكرى 6 أكتوبر فهى تكملة لمسلسل الفشل الذى بدأه رئيسهم السنة الماضية، فعندما يحتفل قائد تنظيم فاشل فى ذكرى انتصار أكتوبر المجيد مع قتلة رجل حرب أكتوبر وهو الزعيم الشهيد أنور السادات فلا تتعجب أن يتظاهر تلاميذ هذا القائد الفاشل مرسى عكس جموع الشعب المصرى بشكل منفر يسيرون عكس التيار وكأنهم يأكدون أنهم شعب وإحنا شعب بالأفعال الرسمية التى تؤكد للأسف هذه الجملة بكل ما تحمل من معان قاسية. يتظاهرون وهم يعلمون أن الملايين ستنزل تحتفل بذكرى عظيمة ومجيدة، وبالتالى فمن المؤكد أنه سيحدث احتكاك يؤدى إلى دم جديد، يتظاهرون ونحن نشاهدهم على شاشة التليفزيون يقتحمون جريدة الوطن بالأسلحة الثقيلة ويحطمون سيارة الشرطة ويدعون السلمية، يتظاهرون وعندما يلمحون من هو مختلف معهم فى الرأى حتى وإن كان متعاطفا ويدعو لمصالحة وطنية يطعنونه ويقطعون وتر يده لمجرد أنه كان ينتمى لجبهة الإنقاذ ويصفونه بالكافر فكل هذا كان من نصيب الإعلامى خالد داود ولا تسلم السيدات المختلفات معهم من الضرب والعنف وتحطيم سياراتهن مثلما فعلوا مع الإعلامية بثينة كامل. يتظاهرون حتى ينتهى اليوم بكلمة «مجزرة» ويبدأ العويل والندب على ضحاياهم الذين دفعوا بهم هم بأنفسهم إلى هذا المصير ويبدأ مسلسل المتاجرة بهذا الدم على أمل أن تتحسن شروط التفاوض الذى يأملون أن يحدث قريبا.
وفى صباح اليوم التالى يستمرون فى قتل الجنود فى سيناء، ويضربون آر بى جى على محطة الأقمار الصناعية بالمعادى، يريدون بكل غباء أن يحصدوا مزيدا ومزيدا من كره المصريين لهم. ماذا يريدون بكل هذا العنف والدم والخراب؟ مرسى لن يعود وخريطة الطريق ستسير فى طريقها وسيجدون أنفسهم قريبا فى طريق مسدود وفى هذه اللحظة لن يكون هناك أى أمل فى حوار مع شعب كرههم ونبذهم بسبب أفعالهم الدامية. فهم ينتحرون الآن ويلقون بأنفسهم فى التهلكة.
وأرى أنه لابد أن يكون هناك مخرج من وزارة العدالة الانتقالية التى لم أر لها أى دور فى ظل كل هذه الظروف الراهنة التى من المفروض والمتوقع أن نرى أنها تصدر أوراق عمل تساعد على ردع المجرمين تتحول إلى قوانين يلتزم بها الجميع أو يعرض نفسه للمساءلة والمحاسبة، مع وضع أسس وقواعد للمنساقين خلف المجرمين إما رضوا بها وقبلوا التعايش أو كتبوا على أنفسهم تكملة مسار الانتحار الجماعى لتنظيم فاشى يقتل غيره ونفسه فى نفس وذات الوقت.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة