كرم جبر

لماذا يثق المصريون فى السيسى؟

السبت، 12 أكتوبر 2013 10:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تحقق ثورة 25 يناير أهدافها لأنه لم يكن لها قائد، فقفز عليها كل من هب ودب وحاول الجميع السطو على ثمارها، من المجلس العسكرى السابق الذى سلم البلاد للإخوان بتوقيع طنطاوى وعنان حتى الائتلافات الثورية التى لا تحصى ولا تعد، ثم كانت سخرية القدر عندما تولى رئاسة مصر المعزول محمد مرسى الفاقد لأدنى مؤهلات الحكم، فتصور أنه مفجر الثورة وصاحب العبور الثالث، وأهان منصب الرئيس وأضعف مكانة مصر على كافة الأصعدة، والدرس المستفاد من ذلك آن الانتفاضات الشعبية تتحول إلى نقمة على الشعوب، إذا كانت حركة الجماهير عشوائية وعفوية وغير منظمة وبلا قائد يضبط الإيقاع ويقود الثورة، وهذا هو الثمن الفادح الذى تدفعه مصر حتى الآن متمثلا فى الفوضى وأعمال العنف والتخريب والإرهاب، الذى تقوم به جماعة إجرامية إما أن تحكم مصر أو تحرقها.

على العكس من ذلك جاءت ثورة 30 يونيو، فقد قاد حركة الجماهير منذ اللحظات الأولى الفريق السيسى، أحبهم فأحبوه وحقق جماهيرية كبيرة ربما لم يصل إليها سوى الزعيم عبد الناصر، وأصبحت سيرته أقرب إلى الملاحم الشعبية التى تنشق فيها الأرض عن بطل، ينقذ بلده ومواطنيه من عصابة من القتلة والمجرمين والأشرار، وهذا ما فعله السيسى عندما تصدى لمؤامرات الإخوان وانفلات رئيسهم، فأصبح للثورة قائد وزعيم ينال الثقة والحب والاحترام والتقدير، ولا يستحق أن يحكم مصر سواه، حتى لا تقع البلاد فريسة بين أنياب الإخوان مرة ثانية، خصوصا وآن جميع مرشحى الرئاسة المطروحين على الساحة، تحوم حولهم شبهات الضعف والتخاذل والتواطؤ من أجل مصالحهم الخاصة.

هذا هو السبب الحقيقى للحملة المسعورة لتشويه السيسى ومحاولة النيل من شعبيته، لأن الإخوان وتنظيمهم الدولى وشركائهم فى التآمر على مصر، يدركون جيداً أن السيسى إذا حكم مصر لن تقوم لهم قائمة، فهم يريدون رئيساً ضعيفا يلعبون به ويضغطون عليه، أو رئيس متواطئ يمهد لهم الطريق من جديد إلى الحكم، وكلما زادت شعبية السيسى اشتد الهجوم عليه، وكلما أحبه الناس كلما زادت حملات التشويه والأكاذيب، ويعشمون أنفسهم باغتياله معنويا، ولكن يغيب عنهم أن المصريين كانوا يبحثون عن المنقذ، ولن يفرطوا فيه أبداً حتى يستكمل معهم تحرير الوطن واستعادة دوره ومكانته وكبريائه، فانتظروا مزيداً من التشويه، وانتظروا مزيدا من الحب الجارف والتأييد الكبير، لزعيم ثورة 30 يونيو الذى جاء به القدر فى أصعب الأوقات.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة