يقولون فى تايلاند إن الله وضع العقل والرزق أمام الإنسان ليختار بينهما، فاختار الإنسان عقله وترك لله رزقه، فوزع الله الأرزاق على الناس سواسية، إلا أن العقل زود هذا الرزق أو أهدره، لذلك يقول بوذا العقل مصدر السعادة والتعاسة والغنى والفقر، وأحد الخبراء الاقتصاديين كان يقول لى دوما: «الفقر ليس فى الجيوب إنما فى العقول»، لذلك أضحك كثيرا على المسؤولين الذين يطنطنون ليل نهار بإنجازاتهم فى زيادة موارد الدولة، ولكنهم لم يكلمونا يوما عن إدارة تلك الموارد لذلك تقف الإنجازات والموارد على أبواب الوزارات المهيبة ويعيش الناس واقعهم المهبب الذى لا يتغير منذ عشرات السنوات، وأنا واثق من أن «الخايب خايب ولو بيصرف من زكايب»، فقد وهب الله هذه الدولة موارد لا أول لها ولا آخر، وجعلها خزائن الأرض ويعيش أغلب أهلها تحت خط الفقر، فلا تصدق من يجمل لك حياة الجوع قائلا: «الفقر مش عيب»، وقل له لا يا عم العيب فينا وفى اللى حكموا أهالينا، فنادرا ما تشاهد مسؤولا مبدعا أو موهوبا أو حتى ذكيا وكأن الكراسى مخصصة لمن حرمتهم الأقدار من تلك النعم، فلا يوجد فى مصر نوع من الموارد إلا وأدمن المسؤولون إهدارها، الموارد المائية والطبيعية والسياحية والمعدنية والجغرافية.. إلخ، وللحق والتاريخ كنا كشعب ننافسهم فى هذا، لذلك يجب أن نفهم أن هذه الموارد السايبة تنضب وتقل وقد لا تعرفها الأجيال القادمة، الذين غالبا لن يرثوا من أجدادهم إلا الديون، فإذا كنا بالفعل بصدد صياغة دستور محترم يحفظ للوطن والمواطن حقوقهما فلا بد من النظر فى حقوق الأجيال القادمة لأن الواضح أننا «هنسيبها خرابة»، ويجب أن يتضمن الدستور مواد تفصيلية عن الحفاظ على الموارد وكيفية إدارتها وتنميتها بدلا من إهلاكها وتدميرها، وأن تكون هناك جهات استشارية علمية وفعالة تقدم خططا تنفيذية تلتزم بها الجهات المسؤولة، وأن يكون لكل نوع من أنواع الموارد مجلس حكماء يقوم بمراقبة استخدامها وإدارتها للوصول إلى أفضل طرق الاستغلال وعدم الإهدار، أقول هذا يا سادة قبل أن يأتى لمصر جيل يسب ويلعن ما فعله آباؤه وأجداده.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة