أعزائى أبناء آدم..
لا أحب ما تصنعون أو ما أنتم عليه معتادون من «قوالب لفظية جامدة» فى بدايات الخطابات والرسائل.. «السلام عليكم» لن تنفع معكم أو معى، إن قلتها أكون قد خالفت عهدى مع نفسى ومع الله ببث الشرور فى نفوسكم وفى أرضكم، وإن سمعتموها أنتم منى فلن تردوها على وتلك فرصة لن أمنحكم إياها أبدًا..
أعزائى أبناء آدم.. تلك رسالة لكم أجمعين، الكارهين لى منكم، والذين إلى وساوسى يستمعون، وإلى فخاخ الخطايا التى أنصبها يذهبون، رغم أنهم يعلمون جيدًا أننى سأتركهم وسأبيعهم بيعًا علنيًا فى اليوم المعلوم وأصرخ قائلًا: «إنى برىء منك إنى أخاف الله رب العالمين»..
أعزائى أبناء آدم.. لا تتعجبوا إن قلت لكم إنى عليكم مشفقا، ولا تندهشوا إن قلت لكم إنى ما عدت أجد فيكم خصمًا يمنحنى معركة مثيرة ومسلية، فأنتم تتساقطون فى فخاخى تساقط الذباب بسبب رشة واحدة لبيرسول أصلى وفعال، وليس من الذين تغشونه، وبه تفسدون صحة الناس وتضرون..
كل ما فى الأمر أننى لم أعد أتحمل ما تضعونه فى رقبتى من ذنوب وخطايا لست عنها المسؤول، أعزائى أبناء آدم.. لم أعد معجبًا بفكرة كونى الشماعة التى تعلقون عليها ذنوبكم، لم أعد معجبًا بفكرة كونى الأصل الذى تردون إليه الشرور النابعة من نفوسكم، ولابد أن تعرفوا أننى ليس لى من الإضلال شىء، إنما موسوس ومزين، ولذلك كفوا عن وضع خطاياكم فوق رأسى وقبل أن ترمونى بالجمرات أو اللعنات اسألوا أنفسكم أولًا: ألا تستحق نفوسكم الأمارة بالسوء بكل تفوقها الشرير وكل مكرها الخبيث أن تأخذ نصيبها من الجمرات؟.. ألا تستحقون أن يكون لكم نصيب من تلك الجمرات على أعمالكم التى لا تتقنونها ولا تخلصون فيها؟.. ألا يستحق هؤلاء الذين أفسدوا عليك حياتك وجعلوك على مستقبل أبنائك وأحفادك غير آمن نصيبهم من تلك الجمرات؟.. ألا يستحق هؤلاء الذين حرقوا الناس أحياء فى قطار الصعيد، وسرقوا أراضى الدولة بأبخس الأثمان وزوروا صناديق الانتخابات، وتاجروا فى قرارات العلاج على نفقة الدولة، وعذبوا الأبرياء أو حتى غير الأبرياء فى أقسام الشرطة وأمام قصر الاتحادية وضحوا بحقوق الشهداء، نصيبهم من الجمرات؟.. ألا يستحق هؤلاء الذين جعلوا من الرشاوى والإكراميات دستورًا اجتماعيًا نصيبهم من الجمرات بعد أن حققوا ما عجزت أنا وأبنائى الأبالسة على فعله؟.. ألا يستحق هؤلاء الذين جعلوا من الدين تجارة نصيبهم من الجمرات؟.. ألا يستحق من ترك جاره مريضًا دون زيارة، ووالدته مريضة دون سؤال، وأخاه غاضبا دون ترضية، نصيبهم من تلك الجمرات؟
أعزائى أبناء آدم لا ترموننى بالجمرات قبل أن تسألوا أنفسكم أولًا: هل أنا أكثر شرًا من هؤلاء الذين يذكون نار الحروب من أجل أرباح أكثر؟ هل أنا أكثر شرًا من الذين يتاجرون بأحلام الناس؟ هل أنا أكثر شرًا من أصحاب تلك المستشفيات التى ترفض استقبال الفقراء حتى لو كانت أمعاؤهم تسبقهم على الأرض؟ هل أنا أكثر شرًا من الذين نشروا فيروس سى والذين يطعمونكم من زراعات المجارى؟ هل أنا أكثر شرًا من هؤلاء الذين يوسوسون لك بأنك تعيش أزهى عصور الديمقراطية، ومن هؤلاء الذين يدفعون الآباء للانتحار خجلا من أيديهم القصيرة التى لا تحضر ما تبصره عيون أطفالهم؟
أعزائى أبناء آدم.. لقد تعبت من متابعة صفحات الحوادث فى صحفكم اليومية والأسبوعية، فلا أنا ولا وساوسى كنا نتخيل أن ننجح فى لحظة ما فى نصب فخاخ للخطايا من نوعية اغتصاب الأب لبناته، أو الجد لحفيده، أو الأخ لأخته.. أعزائى أبناء آدم هذه كانت رسالتى لكم أجمعين، فاقرأوها أو قطعوها، فلا هدف منها سوى الاعتراف بأن أشراركم علىّ قد تفوقوا.. ونفوسكم الأمارة بالسوء على حيلى ومكرى وخدعى قد فازت وبشكل ساحق ومذل كما يقولون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة