بدأت فى الأيام الثلاثة الماضية عرض كتاب «اليوم السابع.. الحرب المستحيلة.. حرب الاستنزاف»، وأستكمل.
فى 9 مارس 1969 استشهد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة، فتكهرب الناس جميعا مرتين، مرة لأن إرادة القتال تزداد قوة وصلابة فى لهيب المواجهة، نضرب، فننضرب من جديد، ومرة لأن أكبر رأس فى العسكرية المحترفة المصرية الجديدة استشهد بين جنوده، وفى المواقع الأمامية من الجبهة، حيث كان فى الخندق الأول، فى النسق الأول لقوات الجيش الثانى فى مواقعها الغربية من الإسماعيلية ضمن مروره اليومى على القوات المصرية بامتداد خط الجبهة كله.
يقول محمود عوض، لم يكن رياض منذ بدايته ضابطا عاديا، كان عاشقا للعسكرية المصرية مؤمنا بأنه لا حياة لمصر بغير جيش قوى يحميها، والجيش القوى الذى يستعد لحرب قادمة وليس لحرب سابقة، يعنى التبحر فى العلم العسكرى، فى المعرفة، فى المزيد من المعرفة، يعنى أن يطلب قائد من جنوده بقدر ما يعطيه لهم، يعنى أن يصبح القائد قدوة بسلوكه وليس بكلماته، يعنى أن نتعلم دائما، حتى من العدو، يعنى أن يتفاعل القائد مع سلاحه وجنوده ومرؤوسيه، يعنى أن يؤمن بأن مصر ليست ماضيا انتهى أمره، ولكنها مستقبل نشترك فى صنعه.
خرج مئات الآلاف فى جنازة شعبية لرياض يتقدمهم جمال عبدالناصر، وذاب عبد الناصر فى وسط الناس، ولما ذهب قادة أركان حرب الجيوش العربية إليه فى المساء لتقديم واجب العزاء، وكان من بينهم وزير الدفاع السورى العماد مصطفى طلاس وحسب ما ذكره هو لعوض فإنه قال لعبدالناصر: «هذا التفاعل الذى شاهدناه اليوم من الشعب المصرى هو أكبر عزاء لك فى استشهاد عبدالمنعم رياض»، قاطعنى عبدالناصر قائلا : «لا يا طلاس، أنا ذهبت إلى الجنازة لمشاركة الناس وليس لتقبل العزاء فى رياض، العزاء الوحيد عندى، وعند رياض وكل العسكريين المصريين هو تحرير الأرض، كل الأرض، لا أتكلم هنا عن سيناء، فأمرها محسوم، أتكلم عن القدس قبل الجولان، هى القدس يا طلاس، قالها عبدالناصر بوجه من الجرانيت وعينين من النيران».
شطب رجال «اليوم السابع» رجال حرب الاستنزاف من قاموسهم كلمة مستحيل، وتجلى ذلك فى شهر يوليو 1969 حين بدأت التجارب العملية فى «الخطاطبة» لهدم خط بارليف، فى هذه المنطقة أقيم ساتر ترابى مماثل، وتم تجريب هدمه بالمياه، وتكررت التجربة ولكن باستخدام «كبارى» حقيقية على نهر النيل ومدرعات ودبابات حقيقية، وتم استيراد طلمبات من ألمانيا لاستخدامها فى غرض هدم الساتر الترابى، وتم تحويلها إلى مدافع مائية أو قذائف مائية تسحب المياه من قناة السويس ذاتها لكى تسلطها على الحائط الرملى المرتفع فى الضفة الشرقية للقناة فتذوب الرمال أمام قوة الدفع وتتساقط إلى قناة السويس، ومن يومها أصبحت فكرة مدافع المياه واحدة من أسرار الدولة العليا، لا يتم الحديث عنها إلا بين رئيس الجمهورية ومدير سلاح المهندسين.
كلف جمال عبدالناصر العميد محمد على فهمى بإنشاء سلاح جديد اسمه «الدفاع الجوى»، كان الهدف منه هو قطع اليد الإسرائيلية الطويلة، يد الطائرات التى تستأسد يوميا ضد المدنيين فى مدن مصر وقراها.. وغدا نستكمل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصرى استبن للجنرال
يا أهل 25 يناير عيدكم ( مبارك ) هههههه
كأسك ياوطن المجد للشهداء و المعتقلين
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
☜ هكــذا يكــونوا القـادة الكـبار ، رحم الله الشهيد ☞
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
☜ رحــم الله الشــهيد عـبد المنعــم ريـاض ☞
عدد الردود 0
بواسطة:
الفحل
2 - وما ذنب البعير ه
البعير لا تقتل بدم بارد
عدد الردود 0
بواسطة:
الجنرال
2- ساقط الثانوية لا يعرف الفرق بين خالد بن الوليد و خالد النبوى
عجبت لناصرى ارتضى ان يكون استبنا للجنرال
عدد الردود 0
بواسطة:
الكبير قوى قوى قوى
المخلصون يمتنعون صحافة الرأى الواحد طريق الفاشية الجحيدة
عدد الردود 0
بواسطة:
خروف
خروف
عدد الردود 0
بواسطة:
حمزه عواد
كاتب التعليقات من 1 الى 6 **نوع ثقافتك ومعرفتك فانت واحد وشجع الاهلى
عدد الردود 0
بواسطة:
حمزه ابو حمزه
الكاتب هو **من ينير شمعه فى الظلام **اما اذا دعى للظلام فبماذا نسميه
وانتظر الاجابه من الكبير قوى قوى قوى (فى خياله )
عدد الردود 0
بواسطة:
أبا الوليد - محرر العبيد
الدفاع الجوى والهجوم الارضى