الحملات المغرضة ضد الدستور الجديد، دستور ثورة 30 يونيو، بدأت على استحياء بمجموعات صغيرة من الشباب الإخوانى، تصدر البيانات والتصريحات يوميا بأنها لن تشارك فى الاستفتاء الشعبى على الدستور، وتدعو لمقاطعته.
هذه الحركات الإخوانية المحدودة، أو طلائع الحملة الإخوانية الموسعة ضد خارطة الطريق، ستأخذ فى الاتساع والنشاط خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع الخطوات النهائية لإنجاز الدستور ومع كل عقبة تتخطاها لجنة الخمسين، وقريبا سنشهد حمى الملصقات والكتابات المسيئة تنتقل من مهاجمة جيشنا الوطنى والحكومة والرئاسة إلى مهاجمة وتشويه لجنة الخمسين ووصف دستور الثورة بالعلمانى والكافر والمعادى للإسلام إلى آخر هذه الأوصاف الفاجرة التى يلصقها المتطرفون بخصومهم السياسيين بهدف اغتيالهم معنوياً.
ولا أستبعد خلال هذه المرحلة وبعد أن تتجاوز لجنة الخمسين خلافات القضاة حول المواد الخاصة بهم، والخلافات حول المواد الخاصة بالجيش، أن يثير ممثلو حزب النور مشكلة حول مواد الهوية وينسحبون من اللجنة فى مرحلتها الأخيرة تمهيدا لتدشين المسرحية المتطرفة قبيل الاستفتاء مباشرة.
تعتمد مسرحية المتطرفين بقيادة تنظيم الإخوان المحظور، على وصم دستور الثورة بالعلمانى الذى استبعد كل أطياف ما يسمى بالتيار الإسلامى، طبعاً هم يتناسون أن الأزهر الشريف كعبة العلماء والحافظ للإسلام وشريعته ممثل وفاعل فى لجنة الخمسين، لكنهم وكعادتهم فى التدليس والكذب والافتراء على الله، يروجون أنهم وكلاء الله على الأرض والمحتكرون لدين الله وأصحاب السلطة فى تكفير العباد، ومن ثم يخادعون الله والمواطنين للوصول إلى مكاسب سياسية مباشرة لا علاقة لها بالدفاع عن الدين.
وتراهن جماعة المتطرفين على ما حدث فى استفتاء مارس 2011 من نجاحهم فى إحداث أول صدع فى المجتمع المصرى بتقسيمه إلى إسلاميين يدافعون عن دين الله وينكرون الباطل ويسعون نحو إرساء المجتمع الإسلامى، حسب زعمهم، وعلمانيين وكفرة يؤيدون الإباحية وشرب الخمر والكفر ويرتادون الملاهى الليلية، وللأسف الشديد، ومع رغبة غالبية البسطاء فى التغيير وتجربة فصيل آخر غير الحزب الوطنى المنحل، ضاعت أصوات العقل التى استهدفت الحفاظ على مكاسب ثورة 25 يناير وسط غوغائية وتدليس المتطرفين.
الآن، الوضع مختلف، فلا المتطرفون لديهم أى رصيد لدى الشعب الذى فضحهم وطردهم بثورة شعبية، والسلاح الوحيد الذى يمتلكونه وهو سلاح تشويه الخصوم وإثارة غيرة البسطاء على دينهم بالباطل أصبح فاسداً لا ينطلى على المصريين الذين امتلكوا الوعى وعرفوا الطريق إلى المستقبل وكشفوا العملاء فى الداخل والخارج.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة