سعيد الشحات

محمد على فهمى مؤسس الدفاع الجوى

الأربعاء، 16 أكتوبر 2013 07:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل ما بدأته فى الأيام السابقة بعرض كتاب «اليوم السابع.. الحرب المستحيلة.. حرب الاستنزاف».

بدأ العميد محمد على فهمى الذى صار فيما بعد رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة برتبة «فريق» فى تنفيذ مهمة تأسيس سلاح الدفاع الجوى، ويقول عوض: يوما بعد يوم، وليلة بعد ليلة، وشهداء بعد شهداء، بدأ الشعب المصرى يستوعب لأول مرة ماذا يعنى بالضبط «دفاع جوى»، لكن بحلول الأسبوع الأخير من شهر يوليو 1970، بدأت إسرائيل تدرك أن تطورا خطيرا قد حدث، تطور سيغير مسار الحرب الدائرة حتى فى المنطقة كلها خلال ذلك «اليوم السابع».

أصبحت مصر بدفاع جوى، كان هذا تحولا كبيرا فى ميزان الصراع، أصبحنا قادرين على قطع ذراع إسرائيل الطولى المستأسدة، ضد الأطفال المصريين كما حدث فى غارتها على مدرسة بحر البقر، والتى راح ضحيتها أطفال كانوا يتلقون الدروس فى فصولهم، وغارتها على مصنع أبو زعبل والذى استشهد فيه عمال على أثر هذه الغارات، ستعجز إسرائيل عن فعل ذلك من جديد، لكن كل هذا كان المقدمة للمهمة الأكبر، مهمة حماية القوات العابرة لتحرير سيناء.

بفضل «الدفاع الجوى» نجحت مصر بالوصول بحائطها الصاروخى إلى أقرب نقطة من قناة السويس، وفى أسبوع واحد - سمى عالميا أسبوع تساقط الطائرات - أسقطت الصواريخ المصرية 17 طائرة إسرائيلية من طراز فانتوم وسكاى هوك، ووضعت مصر أيديها على تسعة طيارين إسرائيليين أحياء، ووقف أبا إيبان وزير خارجية إسرائيل يتكلم بمرارة فى الكنيست الإسرائيلى قائلا: الموقف خطير خطير، لقد بدأ سلاح الطيران الإسرائيلى يتآكل.

كان هناك امتحان كبير وفاصل للإرادة والعسكرية المصرية، وكانت النتيجة أن استطاعت هذه الإرادة أن تفجر جوهر الإنسان المصرى، وتعلم العالم دروسا جديدة فى العسكرية، فى هذه المرة كان محور الدرس الجديد هو، كيف تستطيع الصواريخ أرض جو، والأسلحة المضادة للدبابات، القيام بإذلال وقهر أحدث الطائرات والمدرعات المتاحة لإسرائيل.

يحدد عوض هذا النجاح لمصر، وهذا الذعر لإسرائيل، قائلا: ما قاله آبا إيبان وما عبر عن مخاوفه من تآكل فى سلاح الطيران الإسرائيلى، كان له عنوان واحد بين رجال القوات المسلحة المصرية، محمد على فهمى والإرادة المصرية، وأن تغيرا فعليا فى مسار حرب الاستنزاف قد بدأ، وأن نقطة تحول كبرى فى مسار الحرب قد حدثت، وعرف المصريون لأول مرة معنى وطعم أن يكون لديهم دفاع جوى، وأن التضحيات التى حدثت والشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل استكمال بناء هذا الحائط لحماية العمق المصرى والمدنيين والأطفال من غطرسة ووحشية العدو لم تذهب سدى.

لم يكن هذا البناء إلا تعبيرا عن ملحمة وطنية رائعة، لم يكن فيها فرد واحد بل مجموع أبطال يقودهم بطل عظيم، هو محمد على فهمى، يقول عنه عوض: بالنسبة لمحمد على فهمى نفسه فقاموسه الخاص ليس فيه بالمرة كلمة «أنا»، فيه فقط «نحن»، يتكلم عن جنودنا، مهندسينا، جيشنا، طيراننا، مدفعيتنا، شهدائنا، صواريخنا.. و.. و.. كلها تنويعات وتنويعات للعنوان الرئيسى «نحن» الذى هو ببساطة «مصر».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة