يتزامن عيد الأضحى المبارك مع انتصارات أكتوبر، وما بينهما الفداء، أعادهما الله علينا جميعا باليمن والبركات، الفداء من شيم الأبطال، ولازلت أتذكر من أربعين عاما تزامن نصر أكتوبر مع العاشر من رمضان، والآن نعيش الذكرى الأربعين لنصر أكتوبر، مصر تعيش فرحة ممتزجة برغبة فى أن يحل السلام ربوع بلادنا، خاصة وأن بعض أبناء الوطن أصابهم مس جنون، وخرجوا عن المنطق الوطنى، ويحاربون جيشنا الوطنى العظيم، تعد هذه الظاهرة الشاذة هى الأولى التى تخرج فيها جماعة "مصرية" عن الوطنية المصرية، وترفع السلاح ضد الجيش المصرى، وذلك منذ تأسيس القوات المسلحة المصرية على يد محمد على مؤسس الدولة الحديثة 1805، حيث شكل الجيش المصرى ضمير الأمة كونه ساهم بالأساس فى تكوين الدولة المصرية، أرسلت البعثات من أجل الجيش، ومن خلال البعثات لم تعرف مصر الانفتاح على الخارج فحسب. .بل عرفت التعليم، وأسس على مبارك المدارس، وأصدرت صحيفة الوقائع المصرية ومن ثم تأسست الصحافة، وحينما أراد محمد على إنتاج ذخائر أسس الترسانة البحرية، وكانت بداية لنشأة الصناعة، وهكذا تشكلت أركان الدولة لخدمة الجيش، ومن خلال الجيش ظهرت بدايات مفاهيم الأمة المصرية، ومن يتوقف أمام الثورة العرابية 1882، أسبابها سيجدها أول نزعة للوطنية المصرية، حيث ثار عرابى ضد هيمنة الشركس والأجانب على الجيش، ووقف أمام قصر عابدين ليعلن صيحته الشهيرة: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" وكانت تلك الصيحة كمولد طفل لشعار: "مصر للمصريين"، سبعين عاما من عرابى لثورة 23يوليو 1952، من عرابى إلى ناصر، حيث الاستقلال الوطنى، وإعادة الاعتبار للوطنية المصرية، وشعار"ارفع راسك يا أخى فقد مضى عصر الاستعباد"، ولست أدرى لماذا يخشى الغرب القيادات العسكرية الثورية، تحالفت إنجلترا وفرنسا وإسرائيل، 1956 وقاموا بالعدوان الثلاثى، لكن الإرادة الشعبية انتصرت على العدوان الثلاثى، ولكن الغرب الأمريكى الصهيونى كاد يكسر أحلام المصريين فى يونيو 1967، إلا أن القوات المسلحة المصرية استعادت الريادة وهزمت الجيش الإسرائيلى "الذى قيل إنه لا يقهر" فى 1973، إلا أن محاولات ضرب الإرادة الوطنية لم تتوقف، وها هو الغرب الأمريكى يدعم الجماعات الإخوانية ضد القوات المسلحة، وهكذا من محاولات ضرب جيش محمد على، إلى ضرب جيش عرابى، ثم ضرب جيش عبد الناصر، إلى محاولات ضرب جيش السيسى، كل تلك المحاولات تؤكد أن استهداف القوات المسلحة هو الطريق لمحاولات كسر الإرادة الوطنية، كون الجيش المصرى هو الضمير للوطنية المصرية، والعمود الفقرى للدولة المصرية، لذلك يحلم المصريون دائما فى أوقات الأزمات بالمخلص العسكرى، أحمد عرابى ومحمد حلمى ومحمد عبيد، والبارودى، عبد الناصر، عبد المنعم رياض، محمد فوزى، أحمد إسماعيل، سعد الدين الشاذلى، فؤاد عزيز غالى، وصولا لعبد الفتاح السيسى، قصص من البطولة والفداء على مدى قرنين من الزمان، ومازالت العسكرية المصرية مدرسة فى التضحية والفداء، وكل سنة وأنتم طيبين.