والله لا أبكيك يا «طلال» فأنت لم تمت.. أنت فى سفر مع توأم روحك.. مع «أبوإياد».. معلمك.. وهو من أعطاك اسمك.. والله لا أبكيك.. والأغنية لك: «يا با يا ويلى.. صبح قلبى مثل ضايع/ فى وادى.. وغابت شمسنا وطال الغياب».. أنت سافرت من منفاك فى تونس مع من أحببت إلى حيث يسافر من يشترى ثرى وطنه بدمه «قتلهم خائن وطنه وقاتل رفاقه «أبو نضال» فى تونس مع أبو إياد وهايل عبدالحميد بعد أن تلقى حوالى ثلاثين رصاصة، وهو يحاول الإمساك بالقاتل «حمزة أبوزيد» وحماية «أبى إياد».. والله لا أبكيك.. والأغنية لك: «بين فى بابك.. من شبابك/ ما انحنوا إلا لرب الكون/ يعلى صحابك، ، فوق سحابة/ أمله يا تكون يا ما تكون».. فتعال نتعاتب.. وربما تحكى عن اشتياقك لشقيقتيك «فتحية» و«انشراح».. تعال معى إلى مطعم فندق «الكومودور»، حيث يعزف «إحسان منذر» على البيانو ونحن نأكل «الفلتو البوافر» الذى يحب أن يأكله الولد الصعلوك الشاعر «على فودة» وهو لا يخفى معارضته للختيار «ياسر عرفات».. نسيت أن أقول لك أن تحضر معك «على فودة» لترحمه من ساندويتشات «أم نبيل» فى شارع «الطيبى» فى تقاطعه مع الشارع الأخير.. والله لا أبكيك.. والأغنية لك: «يا ورد جنة.. منها تحنى/ بدمهم واطرح بيارق غار».. ها أنا أهذى باسمك ساعة أن تختفى عنى قناة «الجزيرة» بإعلانات الخيانة.. وتصمت «حماس» عن أكاذيب قناة «القدس».. أحلم يقظانا لو تأتينى فى آخر الليل فى بناية «البيست هوم» وتأخذنى فى سيارتك «الفيات 132» الجديدة بالتكييف لنلف وندور فى كل شوارع بيروت التى عشقناها معا فأعطتنا نفسها بكل شموخ وكبرياء.. أحلم أن تأتينى الليلة قمرا أبيض يقطر من قدميه الدم الذى كان يبحث عن طين أرض فلسطين».. والله لا أبكيك.. والأغنية لك: «يزرعوا ضيى.. على زندك بنيته/ وورد قبرك.. من دمك رويته»، الليلة كم أحلم بطيور لم تكف عن الطيران.. وأصرخ فى صخب كالماء: «المجد لأيلول».. «المجد للشهداء».. أحلم يقظانا أن تجيئ الليلة لنقذف بالحصى شاطئ البحر فى «الدامور» أو «الأوزاعى» ونحن نغتاب «معين بسيسو» و«محمود درويش» ونذكر كل النساء اللائى عشقاهن.. آه لو تعود الليلة فبيروت تغنى فى شرايينى ولكنى أعرف أنك لن تعود فأنت قد أصبحت جمرة فى الخلود: هو من الرجال الأول الذين وهبوا الثورة الفلسطينية و«فتح» كل حياته، عندما يأمن جانبك ويثق فيك فإنه يحبك.. «لا محبة إلا بعد ثقة» فيحكى لك عن عشقه وغرامه لـ«أم الدنيا» و«مصر المحروسة»، يحكى لك عن أيامه التى علمته فيها «مصر» كيف يحمى ويؤمن ثورته فى طريقه إلى فلسطين، كيف تلقى كل ذلك فى «معهد البحوث الاستراتيجية» فى القاهرة فى سنة 1968 موفدا من «فتح» ومعه 10 رجال كانوا هم الرعيل الأول المؤسس للمؤسسة العسكرية والأمنية الفلسطينية التى ستبهر العالم فيما بعد وستضع القضية الفلسطينية، وتحولها من قضية اللاجئين إلى قضية شعب وهوية، فكان معه «على حسن سلامة/ أبوحسن»، و«محمد داوود عودة/ أبوداوود»، و«مجيد الأغا/مجيد»، غازى الحسينى، و«مهدى بسيسو/ أبوعلى»، و«نزار عمار»، و«شوقى المباشر»، و«مريد الدجانى»، تعرض «فخرى» لمحاولة اغتيال فى يوغسلافيا سنة 1979 من الموساد الإسرائيلى، لكنه نجا منها وعاد لنا فى بيروت بعد أن فقد السمع بالأذن اليمنى، هو صاحب ومخطط «عملية ميونخ» التى تم فيها احتجاز رهائن إسرائيليين أثناء دورة الأولمبياد الصيفية المقامة فى ميونخ فى ألمانيا من 5 إلى 6 سبتمبر سنة 1972 ونفذتها منظمة «أيلول الأسود»، وكان مطلبهم الإفراج عن 236 معتقلاً فى السجون الإسرائيلية.