صعدت أسعار زيت الزيتون فى الأراضى الفلسطينية إلى مستويات مرتفعة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بنسبة وصلت إلى الضعف فى غالبية المناطق، بعد موسم ضعيف نسبياً، لم يكن ضمن تطلعات المزارعين الفلسطينيين.
وبلغ سعر كيلو زيت الزيتون الجديد نحو 30 شيكلاً (8.5 دولار)، مقابل نحو 15 شيكلاً (4.25 دولار) خلال الموسم الماضى، لأسباب مرتبطة بالعرض والطلب من جهة، وانخفاض إنتاج العام الحالى، مقارنة بالموسم الماضى من جهة أخرى.
إضافة إلى ذلك، فقد تداول المزارعون بعض الشائعات بتشديد وزارة الزراعة الفلسطينية رقابتها، لمنع دخول الزيت المستورد من تركيا وإسبانيا بكميات كبيرة إلى السوق الفلسطينى. بهدف دعم المنتج المحلى ورفع سعره، تشجيعاً للمزارعين.
لكن وزير الزراعة فى الحكومة الفلسطينية وليد عساف، أكد للأناضول، ضرورة استقرار الزيت المحلى على سعر مقبول بالنسبة للمزارع والمستهلك فى نفس الوقت، مبيناً أن مبلغ 25 شيكلا (7 دولارات) سيكون عادلاً، "يضمن حق المزارع فى تحقيق هامش ربح مقبول، ومناسب بالنسبة للمستهلك".
من جهة أخرى، ارتفعت أسعار زيت الزيتون الذى أنتجه المزارعون العام الماضى ولم يستطيعوا تسويقه بالكامل حينها، لتتبقى منه كمية قدرها الوزير عساف بنحو 3 آلاف طن، ارتفعت بنسبة 33٪ مؤخراً، بسبب تراجع إنتاج العام الحالى، وتخوف المستهلكين من عدم كفاية الناتج للاستخدام المحلى.
وارتفع سعر كيلو زيت العام الماضى (الزيت القديم) إلى 20 شيكلاً (5.6 دولار)، بعد أن بلغ نهاية العام الفائت ومطلع العام الجارى نحو 15 شيكلاً (4.25 دولار). ما دفع المستهلكين غير القادرين على شراء الزيت الجديد بالتوجه نحو الزيت القديم.
يذكر أن الأناضول نشرت خلال وقت سابق من الشهر الجارى تقارير حول أسباب ضعف الإنتاج المحلى للعام الجارى، والتى تعود إلى إصابة أشجار الزيتون بمرض عين الطاووس، ودودة البحر الأبيض المتوسط، والتى أدت إلى تساقط حبات الزيتون قبل نضوجها.
وقدر مزارعون حجم خسارتهم من الأمراض التى أصابت أشجارهم، بنحو 30٪- 40٪ من المحصول، حيث تتفاوت هذه النسب من منطقة لأخرى، نظراً لانتشار الأمراض فى أراضى شمال الضفة الغربية (محافظات نابلس وطولكرم وسلفيت وجنين وقلقيلية).
وأكد الوزير على إعداد خطة تمت المباشرة بها منذ أسبوع، تهدف إلى رش أشجار الزيتون، بمبيدات تقضى على مرضى عين الطاووس، ودودة البحر الأبيض المتوسط، حتى يكون موسم العام القادم خاليا من أية أمراض.
وبينت إحصائيات رسمية صادرة عن اتحاد لجان العمل الزراعى خلال وقت سابق من الشهر الجارى، أن 48٪ من أراضى الضفة الغربية مزورعة بنحو 8 ملايين شجرة زيتون، تسهم بنحو 15٪ من دخل القطاع الزراعى السنوى، فيما تشكل دخلاً لنحو 100 ألف أسرة فلسطينية.
وفى تعقيبهم على الأسعار، عبر العديد من المزارعين الذين تجمعوا فى أحد معاصر الزيتون فى بلدة بيتا قرب نابلس، عن رضاهم لأسعار الزيت لهذا الموسم، والذى برأيهم يعوضهم عن شح الموسم الحالى، والأمراض التى أصابت الأشجار.
واتفق المزارعون على أن السعر يحقق هامش ربح معقول لهم، "لأن تكلفة الكيلو الواحد على المزارع يبلغ ما بين 17- 19 شيكل"، بينما يجد آخرون أن سعر الزيت مهما ارتفع فهو لصالح الفلسطينيين بشكل عام، لأنه نوع من تثبيت المواطن فى أرضه.
فى المقابل، يرى مستهلكون أن أسعار الزيت لهذا العام مرتفعة جداً، وأنه يجب مراقبة أسعاره فى السوق المحلية.
ويعد زيت الزيتون، عنصراً رئيسياً فى كل منزل فلسطينى، وتتفاوت كمية الاستهلاك السنوى من عائلة لأخرى، حيث تقوم بعض العائلات بصنع طعامهم بوجود زيت الزيتون بدلاً من زيت الذرة، حيث يبلغ سعر تنكة الزيت "16 كيلو" نحو 500 شيكل تقريباً (141 دولارا).
أسعار زيت الزيتون الفلسطينى ترتفع إلى الضعف خلال أسابيع
الأحد، 20 أكتوبر 2013 09:06 ص
صورة أرشيفية