سعيد الشحات

رؤية لحرب الاستنزاف من حلمى النمنم

الأحد، 20 أكتوبر 2013 07:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تناولى لقصة حرب الاستنزاف التى شنتها مصر ضد إسرائيل بعد نكسة 5 يونيو فى مجموعة المقالات التى كتبتها الأسبوع الماضى من خلال عرض كتاب الكاتب الرائع الرحل محمود عوض «اليوم السابع - الحرب المستحيلة - حرب الاستنزاف»، كانت مجالا لنقاش فى اتصال تليفونى مع الصديق الكاتب والمؤرخ اللامع حلمى النمنم، كان الاتصال لتبادل التهنئة بعيد الأضحى، لكن أحوالنا العامة فرضت نفسها على حديثنا المتبادل.
طرح «حلمى» رؤية حول حرب الاستنزاف والمؤلفات القليلة التى أرّخت لها، وقال إنها واحدة من أهم المعارك الوطنية التى خاضتها مصر بقيادة جمال عبدالناصر، لأنه قرر خوضها فى ظرف حرج لمصر والمنطقة العربية، كما أن خوضها جاء على غير إرادة القوتين العظميين وقتئذ، أمريكا، والاتحاد السوفيتى الذى كانت تربطه بمصر علاقات متينة، لكنه فوجئ بقرار عبدالناصر الوطنى بخوض هذه الحرب، وتصميمه على المضى قدما فيها تسانده إرادة شعبية هائلة، مما فرض على الاتحاد السوفيتى فى النهاية أن يقف إلى جوار مصر بإمدادها بالسلاح، ومساندتها فى المحافل الدولية، ولو أخذنا العبرة من ذلك فى وقتنا الحالى فستكون، أن القرار الوطنى حين يستند إلى إرادة شعبية حقيقية، تقدر حجم التحديات والتضحيات فلن تستطيع القوى الدولية عرقلته.
ويرى «حلمى» أن حرب الاستنزاف يتم ظلمها بإلحاقها على حرب أكتوبر، باعتقاد أنها هى التى هيأت المسرح لانتصارات حرب أكتوبر عام 1973، وبالرغم من أن هذا يحمل جانبا من الحقيقة، إلا أن الاكتفاء بهذه النظرة يجعلها كما لو أنها حرب من الدرجة الثانية، بالرغم من أنها الحرب التى شهدت استشهاد قائدها العسكرى فى ميدان القتال، وهو الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقتئذ، وهذا حدث لم نره فى تاريخ الحروب الحديثة، وبالتالى فإنه يجب التعامل معها بوصفها حربا بذاتها، مثلها مثل حروب أعوام 1956 و1967 و1973، فحجم خسائر إسرائيل فى حرب الاستنزاف كان هائلا فى الأرواح والمعدات، كما أنها قضت على وهم إسرائيل وأمريكا باستسلام مصر، وفرض شروطهما على مصر، وإذا كانت حروب السلاح تنتهى إلى مفاوضات السياسة، فإن هذه المفاوضات التى دارت أثناء حرب الاستنزاف، لم تستطع كسر إرادة مصر، كما كانت أمريكا وإسرائيل تحلمان بذلك، ويستخلص «حلمى» من ذلك أن التعامل مع هذه الحرب، كحرب منفصلة، هو ضد رغبة إسرائيل التى تسعى لشطبها من تاريخ الصراع معها.
يضيف «حلمى»: التعامل مع هذه الحرب كحرب منفصلة، يعنى تحديد يوم خاص للاحتفال بها، وليكن يوم 9 مارس يوم استشهاد عبدالمنعم رياض والذى نحتفل به كيوم لـ«الشهيد»، أو يوم بدئها، أو يوم معركة رأس العش أو يوم إغراق إيلات، أو يوم إغراق المخابرات المصرية للحفار الإسرائيلى فى أفريقيا قبل توجهه لخليج السويس للتنقيب عن البترول، وغيرها من الأيام المجيدة فى هذه الحرب الخالدة.
يطالب حلمى النمنم بتكوين لجنة متخصصة للتأريخ لهذه الحرب، وجمع الشهادات الحية من أبطالها الذين مازالوا على قيد الحياة، حتى لا تتعرض للنسيان، فيتحقق هدف لإسرائيل نصنعه نحن بأيدينا، على أن يشمل ذلك حصراً لأسماء الشهداء والمصابين خلال هذه الحرب المجيدة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة