العقلية الأصولية التى تريد أن تسود وتحكم لفظتها الدولة وانهار عليها حطام ما بنوه, أو ما كانوا يحاولون بناءه لخدمة غايتهم فى السيطرة , وعقليتهم التى تتحدث باسم الدين طوال الوقت ولا ترى منه غير النقاب والجلباب واللحية, وحرمة الموسيقى , والتماثيل , والتراث الحضارى.. العقلية التى تُغلب هذه القضايا على حرمة الدين وروحه والهدف الأسمى، التى جاءت من أجله جميع الديانات (التوحيد, والأخلاق, والعلم ,والعدل, وصيانة كرامة الإنسان وحريته) هذه العقلية انتهت, وذهبت أدراج الرياح ولم يتبق منها غير الفتات؟ لماذا؟ تابع باقى المقال! نوع آخر من الأصولية ! للتذكرة فقط فكل النظم القمعية الديكتاتورية كانت تجمعها أصولية، ولكن ف اتجاه مختلف.. كان جمال عبد الناصر يرفع رايات القومية والاشتراكية فى كل مكان من المحيط إلى الخليج، خاطباً فى الملايين (ارفع رأسك) ولكن فى حقيقة الأمر المواطن المسكين, لم يكن يستطيع أن يرفع رأسه من مخابرات عبد الناصر، , وظلمة المعتقلات , وعيون المباحث ومجارى الديون , وذل الهزيمة , والكره الأزلى والحقد الطبقى بين الغنى والفقير.. ساد مناخ لا يعلو صوت فيه إلا صوت كل منافق وأصبح
الشعار هو (الولاء, والطاعة)، قبل الحرية والكرامة , تدهورت القيم , وسادت الكراهية بين طبقات المجتمع , وهبط الإنتاج , وارتفع صوت المنافقين الغوغاء المتغنين بالزعامة. عاش عشرين عاماً فى ضجة إعلامية فارغة , ومشاريع دعائية واشتراكية, عندما تُنسى الشعوب ونلتفت إلى حلم الزعامة , وافتتاحيات الصحف أفقنا على هزيمة قسمت الظهر, وانهيار اقتصادى هائل, ومائة ألف قتيل تحت رمال سيناء, وخردة من الدبابات , والطائرات وضاع الوطن.. تحت أقدام حلم الزعامة.. لا أكن لعبد الناصر أى مشاعر كراهية أو حب, لكن مع اختلاف الاتجاه كان حب مصر فى قلب عبد الناصر نعم !! واسمها على لسانه ف كل لحظة ولكن شاغله الأول والأخير كان هالة المجد , وبصمة البطولة التى يرسمها خياله , والأغانى القومية, وهتافات الجماهير , وافتتاحيات الصحف, وبمن سيحلف التاريخ , وما حلمت به ذات تضخمت على حساب الملايين كانت بالونة هواء، ولكن حينما انفجرت كان الوقت قد فات.
دعونا نتفق أن الحاكم المطلق الصلاحية هو فى حقيقة الأمر خارج عن الشرعية, ومتمرد عليها , ومغتصب لحقوق آخرين , إذا كانت كل فرقة تعتقد أنها تمتلك ناصية الحقيقة المطلقة , وزمام الأمور, وتحاول أن تفرضها بالقوة، وولا تقبل من الطرف الآخر أقل من الخضوع والاستسلام للأمر الواقع تحت ستار مصلحة الوطن هنا كانت مخاطر عظمى فى وطننا فى عصرنا هذا عصر الثورات , من كان ضد الحوار وضد التفاهم , ومن كان يرى نفسه دائماً أنه فى موقف السيد والطرف الآخر فى موقف العبد النتيجة عالم يتصارع يدعو إلى التصارع سواء بالقرارات التعسفية, أو بإصدار قوانين والشعب آخر من يعلم؟ هل من سلطات الحكومات المؤقتة إصدار قوانين تقمع حرية التعبير عن الرأى وتجريم الاعتراض قولاً ! والموقف الوحيد المطلوب من شعب ما بعد الثورة موقف الخضوع !
قبل فوات الأوان اتصلوا بالشباب, اتصلوا بالشعب , اتصلوا بأصحاب الثورة اتصلوا بمن آتى بكم( لأن الثورة مستمرة) لا تنغلقوا على أنفسكم , الحروب والثورات فى العالم سببها، أن كل فئة منغلقة على نفسها , تعمل لمصلحتها وحدها ولا يهم الباقين , قانون التظاهر ومواده تحصين للداخلية , والحكومات القادمة وقرارتها ! وفتح الأبواب للهرج والمرج، لا أريد أن أذكركم بما فعله الإعلان الدستورى بحكومة الإخوان, من( باب أنا حر واللى مش عجبه يشرب من البحر) عدم التواصل والنقاش وإصدار قوانين تعسفية رغماً عن إرادة من لا يحتمل فى النهاية ستؤدى حتماً إلى مسدسات الإرهابين, ومواجهات بين بنادق الشرطة وصدور العزل , وانفجارات للعربات الملغومة وعمليات إرهابية , نرى ما يحدث الآن من استهداف للمبانى والمنشآت الوطنية وحرائق وخراب أمر طبيعى لا بديل للحوار إلا الدمار !! ما زلنا لسنا جميعاً على قلب رجل واحد سياسة العبد والسيد فقدت الصلاحية وتسمم من يتعامل بها، لم يفت الأوان بعد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة