محمد الدسوقى رشدى

ضحكة مريم

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013 09:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إخوتى فى الوطن.. يامن تأكلون مثلنا من عند جاد، وتحبسون بطبق رز باللبن من عند المالكى، يامن تحرقكم قطارات الصعيد، وينوبكم من رذالة ضباط الكمائن جانب، يا من تأكلون معنا من الخضار الذى روته مياه الصرف، يا من تكوينا وتكويكم تهديدات الإخوان والمتطرفين، وأغضبتنا وأغضبتكم شماتة الكارهين لأنفسهم وللوطن بعد موقعة غانا.

إخوتى فى الوطن.. يا من تشاركونا هم الحاضر، وقلق المستقبل، وكل ذكريات الماضى، يا من نحتضن بعضنا فى زحمة المترو، ويروى عرقنا أرض الأتوبيسات العامة فى شهور الصيف، يا من نراكم فى مولد السيد البدوى وترونا فى مولد العذراء.

إخوتى فى الوطن.. أحبائى.. هل تذكرون الفصول التى جمعتنا والمدرجات التى نمنا فيها سويا مللا من دكاترة حافظين مش فاهمين؟ هل تذكرون أسرة المدينة الجامعية المتهالكة التى كانت تجمعنا فى أوقات السمر والبرد؟ هل تذكرون أعمدة كوبرى قصر النيل التى تحتفظ بذكريات حب محمد وفاطمة بجوار جورج وماريان؟ هل تذكرون دموعنا التى سالت بعد مباراة أم درمان؟ هل تذكرون فرحتنا بهدف محمد حمص فى مرمى إيطاليا، وهدف أبوتريكة فى مرمى الصفاقسى التونسى؟ هل تذكرون فرحتكم معنا بشهر رمضان وذكرياته؟ وهل تذكرون فرحنا معكم بأعياد الميلاد وترانيمها؟
إخوتى فى الوطن.. باسم كل الأشياء السابقة، والملايين التى لم أستطع حصرها، باسم التاريخ المشترك، والحاضر الملتصق، والمستقبل الذى لن يأتى أبيض بدون احتضان جورج لمحمد أو العكس.. باسم كل هذه البيوت المفتوحة على بعضها فى حوارى شبرا وإمبابة، وتتعانق صلبانها وأهلتها دون اصطناع.. باسم الأستاذة «سلفانا» التى علمتنى القراءة، وحببتنى فى الآخر، وباسم عماد خليل، ويوسف رامز، وسامح حنين، ونادر شكرى، ومينا ذكرى، وألبرت مراد، وفيفيان شوقى، وشيرين شريف وكل أصدقائى الذين يزين الصليب أياديهم.. أنا آسف على ما حدث فى كنيسة الوراق.. آسف على ضحكة مريم التى أطفأها جاهل يدعى أنه يحمى الإسلام.. والإسلام منه ومن إخوانه المجرمين براء.

آسف على تلك الدماء التى سالت بلا ذنب.. آسف على الكرسى الذى ضربه كفار التطرف فى زينة فرحكم.. آسف أننى لم أكن هناك لأدافع عنكم..

آسف لأن عددا من الشيوخ والطامعين فى السلطة أزعجتهم مشاركتكم فى الدفاع عن وطنكم أثناء مظاهرات 30 يونيو ضد طغيان محمد مرسى ورفاقه، وحرضوا الجهلة ضدكم، تحت شعار الحفاظ على الإسلام.. آسف لأن الحقد تمكن من عقول الإخوان، والتيارات الدينية المتطرفة، بعد أن طردهم المصريون من نعيم السلطة، وأقنعهم بأنكم غرباء، ولا حق لكم فى هذا الوطن..

آسف باسم الإسلام الحقيقى، وباسم المسلمين اللى بجد.. آسف باسم مصر وباسم دماء آبائكم وأجدادكم التى اختلطت بدماء آبائنا وأجدادنا فى أرض سيناء..

آسف على ما حدث فى الوراق يا إخوتى.. بس وغلاوة كل ما هو مقدس، لا تجعلوا حفنة من القتلة والمتطرفين يفسدون ما بيننا، وغلاوة مريم العذراء وسيدنا المسيح ما تزعلوا، ولا تمنحوا أحدهم فرصة ليفرق بيننا.. وطوبى لمن اختارته السماء من بين جموع معازيم الفرح الذى تحول إلى مأتم.. وكل اللعنة على هؤلاء الذين أيقظوا الفتنة من نومها!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة