عادل السنهورى

وإذا مريم سئلت: بأى ذنب قتلت؟

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013 07:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يد الإرهاب الأسود طالت الصغيرتين مريم، واغتالت طفولتهما البريئة، وسرقت ربيع وزهر أحلامهما قبل أوانه، سقطت أكاليل الياسمين من فوق الجبين الصغير ممزوجة بالدماء الطاهرة دون أن تدرى أى من الصغيرتين بأى ذنب قتلا.

أمام كنيسة العذراء بمنطقة الوراق بالجيزة، كانت فرحة الصغيرتين تسابق براءتهما فى حفل زفاف الأقارب عندما تسللت يد الإرهاب الغادرة لتطلق رصاصات الخسة والجبن فى صدورهما، ولتفسد عليهما لحظات البهجة والسعادة. طيور الظلام الجبانة قتلت مريم أشرف ومريم فهمى فى ليلة سوداء كئيبة يوم الأحد الماضى، مثلما اغتالت من قبل الطفلة شيماء فى التسعينيات، ومثلما هزم الشعب الإرهاب فى السابق، سوف تكون دماء الأطفال الأبرياء رصاصات غضب ترتد إلى صدور الإرهاب وتهزمه وتطارده كالفئران المذعورة فى كل شبر من أرض مصر.

الإرهاب البائس لن يفلح فى النيل من وحدة وتماسك الشعب المصرى، بمحاولة اغتيال عدد من المسيحيين أمام كنيسة العذراء بالوراق، ودون ترتيب من الأقدار امتزجت دماء المسلمين والمسيحيين أمام الكنيسة بفعل رصاصات الإرهاب التى أرادت اشعال نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، فمن بين 18 مصاباً عدد من المسلمين الذين شاركوا أشقاءهم فرحة الزفاف كعادة المصريين فى هذه المناسبات.

الإرهاب الغبى لم يدرك أن قيامه بحرق وتدمير 84 كنيسة فى مدن وقرى مصر عقب أحداث فض رابعة العدوية لم يفلح فى إشعال الفتنة بين المصريين وتلقى صفعة مدوية من الأشقاء الأقباط بأنه لو كان الثمن كنائسنا وحياتنا لتبقى مصر.. فهذا ثمن قليل من أجل الوطن.

ومهما كان الثمن فسوف تنصر إرادة الشعب فى مواجهة الإرهاب والجماعات الإرهابية، ومهما كان عدد الرصاصات الغادرة التى استقرت فى صدر الصغيرة مريم، فسوف يبقى المصريون جسدا واحدا فى محاربة طيور الظلام.

يقول محمود درويش
نامى قليلاً، يا ابنتى، نامى قليلاً
كُنَّا نحبُّك يا ابنتى
كنا نَعُدُّ على أصابع كفِّك اليُسرى مسيرتَنا
ونُنْقِصُها رحيلاً
نامى قليلاً









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة