ردود الفعل فى دوائر صنع القرار فى واشنطن وأوروبا تجاه الحادث الإرهابى أمام كنيسة العذراء فى الوراق، ربما تكون بداية مرحلة «صحوة الضمير» الغائب، والتطهر السياسى من الأوضاع داخل مصر منذ 30 يونيو.. هل يجوز أن نعتبر حالة الغضب والإدانات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى ووسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية بداية تحول حقيقى، وتصحيح المواقف السياسية المنحازة بغباء لجماعة الإخوان الإرهابية؟.. الواضح أن هناك وجع ضمير من الحادثة التى أسفرت عن مقتل 4 أقباط، من بينهم الطفلة مريم التى اغتال الإرهاب براءتها بدم بارد أثناء حضور حفل الزفاف بالكنيسة.. فهل بدأ الإعلام الغربى يتخلى عن انحيازه الأعمى لجماعة الإخوان، ويكتشف بعد «اغتيال مريم» أن ما حدث فى مصر هو ثورة شعبية ضد طغيان واستبداد دينى وجماعات إرهابية، وأن ما يحدث من تفجيرات وأعمال إرهابية فى الشارع المصرى هو من صنع تلك الجماعة وأنصارها؟.. وهل جاءت الإدانات غاضبة وعنيفة ضد الحادث الإرهابى والإخوان لأن الأمر يتعلق بكنيسة وأقباط؟.. وهل انتظر الغرب وواشنطن أن يطال الإرهاب الأطفال حتى يعلن توبته والتوقف عن انحيازه؟
واشنطن خرجت بالأمس على لسان مارى هارف، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، لتدين الحادث بشدة، وقدمت تعازيها لأسر الضحايا والمصابين.
بل دعت واشنطن الحكومة المصرية لملاحقة المتورطين فى الهجوم الإرهابى، وتقديمهم للعدالة. إدارة أوباما بدأت تدرك أن حمايتها لجماعة الإخوان سوف يفقدها الكثير فى مصر والمنطقة العربية، لأنها ترعى جماعة إرهابية لا ترى سوى العنف والإرهاب سبيلاً، وواشنطن لا أمل لديها الآن إلا الاعتراف الصريح بثورة يناير، وخارطة الطريق المصرية.
الإعلام الغربى والأمريكى يعترف صراحة أن حادث إطلاق النيران على كنيسة هو انتقام إخوانى من الأقباط وممتلكاتهم وكنائسهم لأنهم كانوا سببًا رئيسًا فى سقوط الرئيس المعزول محمد مرسى، فصحيفة الـ«ديلى تليجراف» وصفت حادث كنيسة الوراق بأنه الأكثر وقاحة من بين الهجمات التى استهدفت المسيحيين لأنه اغتال أطفالاً أبرياء، وفى مناسبة زفاف.
ربما يدفعنا ذلك إلى القول بأن الإعلام الغربى بدأ يستعيد وعيه المفقود، ويتذكر ما قامت به جماعات وتنظيمات الإرهاب فى التسعينيات، وقصة الطفلة شيماء التى اغتالتها يد الإرهاب الأسود، وكانت عملية اغتيالها بداية النهاية لموجة الإرهاب فى تلك الفترة.