دماء، عويل، اللهم اجعل عاقبة الفرحة خيرا!، هكذا انقلب العرس إلى مأتم للوطن، وطالت يد الإرهاب الآثمة الفرح وقتل أربعة وأصيب ما يقارب العشرين فى حادث إطلاق إرهابيين النار على الخارجين من زفاف بكنيسة العذراء بالوراق الأحد الماضى، ولم يكن هذا الحادث الأول فى الأربعين عاما الماضية، ولن يكون الأخير، طالما بقيت أفعى الإرهاب الرقطاء، تنفث سموم الكراهية فى ربوع الوطن باسم الدين، ووفق ذاكرة الوطن هناك عشرة حوادث مماثلة، ففى 6يوليو 1972 تم إطلاق الرصاص وإشعال النار على دار الكتاب المقدس بالخانكة، وقتل مواطن قبطى، وكانت هذه هى الشرارة التى امتدت نيرانها فى ربوع الوطن أربعين عاما، بعدها شكلت لجنة من مجلس الشعب برئاسة الراحل د.جمال العطيفى، وأصدرت تقريرا حوى كل أبعاد المشكلة، وقدمت الحلول ولكن أحدا لم يلتزم به. وفى 2مارس 1990 تم إشعال النيران وإطلاق الرصاص على ثلاث كنائس بأبوقرقاص بالمنيا مما أدى إلى مقتل ثلاثة أقباط وإصابة العشرات. وفى 12مايو من العام نفسه، تم قتل الكاهن شنودة وستة شمامسة من قرية ترعة التحرير بالبحيرة أثناء مغادرتهم مكانا معدا للصلاة. وفى 12فبراير 1997 تم قتل 9 شباب أقباط وجرح عشرين بعد إطلاق النار من مسلحين على اجتماع للشباب بكنيسة مارى جرجس بالفكرية بالمنيا. وفى الأول من يناير 2011 تم قتل 21 وإصابة 100بعد تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية.
هذه الأعمال الإرهابية كلها استهدفت كهنة ومسيحيين، والغريب أنه لم يقدم أحد للمحاكمة فى كل تلك القضايا، سوى فى قضية مذبحة نجع حمادى، والتى حكم فيها بالإعدام على المجرم الكمونى، وأكد المحامون أن الحكم بالإعدام صدر لمقتل مسلم. مازلت القضايا الأخرى معظمها لم يقدم فيها متهمون، وحفظت فيها التحقيقات، بل ويقول جوزيف ملاك محامى ضحايا القديسين إنه حتى الآن تقدم بـ21 بلاغا لنواب العموم فقط لكى يطلع على التحقيقات أو التحريات وحتى الآن لاجديد، وتكتمل المأساة بحادث عذراء الوراق وسط ردود أفعال غاضبة من الأقباط، ويبقى السؤال: هل هذه آخر الحوادث الإرهابية؟ بالطبع لا، لأن الوطن مستهدف خاصة القوات المسلحة والشرطة والأقباط.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة