عمرو جاد

الحقيقة شبه عارية

الجمعة، 25 أكتوبر 2013 11:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد لا يكون ضروريا لقيمة الشخص الذى تحبه وتحترمه، التأكيد عليها بالاحتفال بعيد ميلاده أو تعلق صورته على الجدار فى غرفة نومك، وإذا كان الفريق عبدالفتاح السيسى أولى الناس بهذه الأمور هذه الأيام من قبل محبيه، فهذا حق لكثير من البسطاء الذين يبحثون عن رمز يعبر عنهم ويسيرون خلفه، وللإنصاف فإن هذه المظاهر لا تقتصر على مصر فقط، كما يحب أن يروج الإخوة هواة جلد الذات، ففى أمريكا التى يقيس الناس عليها الديمقراطية والتقدم، يصل الهوس بمؤيدى مرشحى الرئاسة لأبعد من مجرد الترويج لهم فيتفاخرون بشارات عليها صور هؤلاء المرشحين معلقة فى البيت أو على ملابسهم، ربما يكون الاختلاف بين حالة السيسى وهؤلاء المرشحين، أن تأييده فى الغالب قائم على كاريزما المنقذ، فيما يهتم الأمريكان أكثر بالبرامج والخطط المستقبلة لمرشحيهم.

تبدو الأمور منطقية حينما يبرر بعضنا أن حب الناس للفريق يرتكن فى أغلبه على شجاعة الرجل وقدرته على الإقناع وعرض أفكاره بشكل منظم، لكن ثمة شىء محير- وربما يكون مثيرا للقلق- فى إصرار البعض ممن يدعون السيسى ليل نهار للترشح للرئاسة و«تكملة جميله» ، على أن يرموا معارضى رأيهم بالتخاذل حينا وبالخيانة حينا آخر، فأنا كمواطن مصرى أحترم السيسى وأقدره، لكننى لا أؤيده رئيسا، ربما يكون رفضى له نابعا من احترامى وتقديرى لما قام به، فهل أكون خائنا أو متخاذلا؟
يتعامى هؤلاء أيضا عن أمر مهم نقرأه يوميا فى التراث، وجربناه عمليا فى السنوات القلائل الماضية وهى أن القلوب بين أصابع الله سبحانه وتعالى يقلبها كيف يشاء وكل يوم هو فى شأن، فما بالك بالمصريين الذين تتغير قلوبهم وقناعتهم هذه الأيام أسرع من تغير الليل والنهار، هل نضمن حين تتعارض المصالح الشخصية ألا يتحول السيسى فى نظر هؤلاء إلى شخص آخر، لماذا إذن يرضون باتهام المعارضين بالتخاذل والغباء دون أن يحاولوا إقناعهم. بالحسنى والمنطق والعقل.. يتباهى هؤلاء بسؤال يعتبرونه يؤيد وجهة نظرهم: من غير السيسى يصلح للرئاسة؟ وأين كان السيسى وأين كنا وأين كان مرشحو الرئاسة وأين كانت كل هذه الرموز على الساحة السياسية من قبل؟ هو الواقع فقط يفرض أبطاله ويمهد الطريق لرجاله، فهل نتوقع أن تقف مصر عند السيسى ولا تلد غيره؟.. لا أظن.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة