أيها الإنسان الغارق فى الألوان الرمادية والسوداء والحمراء، وفى اللحم العارى أو شبه العارى، وفى النميمة بكل صورها، وبالتالى لا تكف عن تناول اللحوم النتنة، كما أن السعادة المزيفة النرجسية تغمرك وتقتل ما تبقى من حيائك ومن طهارة اللسان، وتنسف الذهن بيت الفكر والأفكار، حيث كان يعيش مصباح الهداية، أيها الانسان المهووس بمطامعك المادية المحدودة الضحلة وبالسلطة الأرضية العمياء التى لا تعرف سوى سرقة الأرواح من أبدان طاهرة وعقول نضرة ثم قتلهم ببطء على مدار الزمن البرىء منهم، أيها الإنسان الذى تركت طاعون البغضاء يتسلل إلى القلب بيت المودة والرحمة والحنان ليصبح وعاء لترياق الموت الأسود فينهش كل ما هو جميل وأخضر ومحمل بالأمل فى غد نورانى. فى خضم هذه الثمالة بالقبح ووسط عربدة النرجسية هل فكرت فى شروقك أى عندما أشرقت حياتك على هذه الأرض.. كيف جئت؟ ومن أين جئت؟ وإلى أى هدف تعيش؟ هل رأيت كيف تم الخلق وكيف تم اختيار الجنس ذكر أو أنثى؟ ومتى وقعت نفخة الحياة؟ هل نسيت كل ذلك؟ إذا حدث ونسيت أو تغافلت عن هذا الواقع فهل نسيت غروبك، أى عندما يأتى وقت الرحيل من سطح الأرض إلى باطنها؟ كيف تنتهى الحياة أى كيف يحدث الموت؟ وأين المستقر النهائى؟ ومن البارئ؟ وهل خلق الإنسان عبثا؟
إذا ضرب الإنسان يده فى صدره وأخرج قلبه ونظفه من كل الأدران والسواد والظلام الذى ملأ أركانه قبل فوات الأوان وشهد كله بوحدانية الله سبحانه وتعالى وبالأنبياء وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أنقذ نفسه وفهم الغرض من وجوده فى هذه الحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة