كتبت أكثر من مرة عن العلاقات المصرية الإماراتية، وعمقها منذ استقلال دولة الإمارات العربية المتحدة قبل نحو 33 عامًا، ولم تشهد هذه العلاقة انحناءات إلا فى فترتين هما، المرحلة التى تلت زيارة الرئيس السادات إلى إسرائيل عام 1977، ثم توقيع اتفاقية كامب ديفيد، ومرحلة حكم محمد مرسى وجماعة الإخوان والتى لم تستمر غير عام واحد.
جاء خصام المرحلة الأولى فى سياق خصام عربى شامل لمصر بسبب صدمة زيارة السادات إلى إسرائيل، وهى الصدمة التى زلزلت الوضع العربى بعد نقل الصراع العربى الصهيونى من حالة إلى نقيضها، ووجدت مصر نفسها خارج السرب العربى، وكان الثمن فادحا على الجميع، حتى عادت العلاقات من جديد، بدءا من منتصف ثمانينيات القرن الماضى، أما خصام المرحلة الثانية بين مصر والإمارات فى حكم مرسى فلم يكن مفهوما، خاصة أن «الجماعة» بدأت فى مسلكها نحو الإمارات وأنها تنكر كل الصفحات المجيدة التى جمعت البلدين، وكان عنوانها دائما: «عطاء إماراتى لمصر بلا حدود»، وذلك بمحبة صافية من رئيس الدولة الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان وحكام الإمارات.
تعود العلاقات الآن بين البلدين إلى سابق تألقها، وتأتى زيارة رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى فى ظل هذا التألق وعنوانه: «أن مساعدات الإمارات لمصر لم يعرف عنها أنها تقوم على مبدأ «المقايضة»، كما أن المصريين الذين يعملون فى الإمارات يزيد عددهم على 200 ألف لم يتعرضوا إلى أى مضايقات فى مراحل فتور العلاقات، لكل ذلك فإن المصريين لم يصدقوا أبدا تصرفات جماعة الإخوان السيئة نحو الإمارات، ولم يصدقوا إشارات مرسى إلى «دولة تتدخل فى شؤون مصر»، وكانت الإمارات وليس غيرها هى المقصودة بالطبع.
كتبت من قبل متسائلا عن سبب «عمى قلب الإخوان» نحو الإمارات، هل كانت الجماعة تفعل ذلك سعيا إلى «القلب القطرى»، حتى تقول له: «لن يساويكم لدينا أحد»؟، أم أن «الجماعة» فى سعيها إلى «أستاذية» العالم، كانت تضع «الإمارات» المستقرة هدفا حتى تفرض عليه أجندته الخبيثة؟ حتى لو كان الثمن لذلك أن يدفع الشعب المصرى فاتورة هذا «الخبث»، وتجد العمالة المصرية نفسها هناك بلا ظهير حكومى.
فلنتوقف أمام زيارة الببلاوى إلى الإمارات لنعرف أن المساعدات لمصر ليست حبرا على ورق، وليست موجهة إلى «تنظيم»، وإنما كالعادة موجهة إلى الشعب المصرى، فى الاتفاق بين البلدين، تقدم الإمارات تمويلا لبناء 25 صومعة لتخزين القمح، وبناء 10 وحدات صحية، وخطين لإنتاج الأمصال واللقاحات، وتوفير استيراد الوقود فى الفترة الباقية من العام الجارى والعام المقبل، والمساهمة فى بناء 100 ألف وحدة سكنية، وبناء 13500 وحدة أخرى للشباب فى مدينة الشيخ زايد، أما الشيخ سلطان القاسمى حاكم الشارقة، فيمول بناء 18 منطقة عشوائية فى الجيزة، وبناء مساجد فى قرى شهداء مجزرة رفح الثانية، وتحمل المساجد أسماء الشهداء، وتبرعه بـ 2 مليون دولار لإعادة تشغيل المصانع المعطلة، و2 مليون دولار لترميم مبنى كلية الهندسة جامعة القاهرة الذى احترق أثناء فض اعتصام «النهضة»، وغير ذلك هناك الكثير الذى وكما قلت سابقا: «نحتاج إلى وقت حتى نحصى حجم المساعدات لمصر».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة