سامح جويدة

قبل أن نضيع فى الزحام

الأحد، 27 أكتوبر 2013 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالتأكيد كان شكسبير هادئا متأملا حينما خرج علينا بحكمته الخالدة «مع مرور الوقت نكره ما نخاف» ولكن ماذا لو عاش بيننا شكسبير الآن، أكيد ستتحول مقولته إلى «مع المرور فى الشارع نكره أم الحياة»، لى صديق فسخ خطبته بسبب المرور لأنه يسكن فى 6 أكتوبر وخطيبته تسكن فى «الرحاب» وطبعا فهمتم الأسباب.. وحينما قابلها لأول مرة منذ عامين جاء كالمسحور يحكى لى عن جمالها وأخلاقها وتدينها ورقتها ودراستها.. إلخ.
وبعد ذلك تقلصت كلماته بعد كل مقابلة معها فى جملة واحدة «يلعن أبو دا مشوار».. وعرفت أنه يحاول الآن البحث عن زوجة مناسبة، ويفضل أن تكون من المنطقة المركزية الرابعة وأنت داخل على «زايد»، وأنا شخصيا أشفق على أطفالى الذين يستيقظون لركوب أتوبيس المدرسة فى السادسة صباحا ويخرجون منها الساعة الثانية والنصف ويصلون إلى البيت الساعة السابعة أحيانا.
فهم لن يتذكروا وجه بابا حينما يكبرون بقدر ما سيتذكرون قفا السواق، أحد جيرانى يقسم أن ابنه بيزمر وهو نائم، والآخر بيحلف أن ابنه «راكن» فى البيت مبيتحركش.. ناهيكم عن ألفاظهم الغريبة من عينة «يا اسطى، يا مدام، رعش وانت داخل، انت بتحك فى صاجى ليه يا بابا».. ولا يوجد شعب فى العالم عانى من مشكلة المرور مثلما نعانى ولا تكلم فى مشكلة المرور كما تكلمنا.. أجيال وراء أجيال وحكومات تسلم حكومات ورؤساء تموت ورؤساء تتنحى ورؤساء تخلع.. والمرور واقف لا يتحرك.. أعمارنا تهدر وأعمالنا تضيع وأعصابنا تحترق.. ألا ندرك أن مشاكل الدولة وأحوالها تسوء وهى من الأصل منيلة بنيلة.
فأى سياحة تنتظرونها فى هذا الزحام، وأى تنمية تلك التى تأتى والموظفون نصف يومهم يبحثون عن مخرج فى الشوارع؟!فلماذا لا نعترف بالفشل ونسأل عن تجارب الغرب والدول المتقدمة مثل اليابان وأمريكا والصين؟ ولماذا لا نستعين بفريق من العلماء من واحدة من تلك الدول أو أكثر، ويكون هناك إرادة سياسية واجتماعية فى تنفيذ خططهم للخروج من تلك الأازمة؟ لماذا لا يكون هناك مشروع قومى مدروس لإنقاد المرور فى مصر، قبل أن نضيع ويضيع أولادنا فى الزحام؟!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة