فى الصورة مجموعة من القضاة يرفعون شعار «رابعة العدوية»، وفى الأصل هم مجموعة أطلقت على نفسها فى غفلة من الزمن اسم: «قضاة من أجل مصر»، فى حين أن فعلهم ينطق قولا: «قضاة من أجل الإخوان».
أمس الأول وقف ثمانية من هؤلاء يلتقطون صورة تذكارية عقب إخلاء سبيلهم فى قضية إحالتهم إلى الصلاحية، وبلا مسؤولية قضائية، رفعوا شعار رابعة فى رسالة قاطعة تعبر عن الانحياز السافر إلى فصيل سياسى وهو ما يعنى ضربا لمبدأ «حيادية القضاء».
سيقول قائل: هؤلاء يتعرضون إلى مذبحة، وفيها إيه يعنى إنهم يرفعون شعار رابعة، وأن هناك من سبقهم من القضاة إلى أفعال تساوى أفعالهم؟.
وفى الرد، نحن أمام سجل أفعال لهؤلاء، يتمثل فى قيامهم بإعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بفوز محمد مرسى، وذلك قبل إعلان اللجنة العليا للانتخابات للنتيجة الرسمية بأيام، وكانت لهم غرفة عمليات انتخابية «إخوانية»، تتابع الفرز أولا بأول، وأعلنوا النتيجة بينما كانت اللجنة العليا تنظر الطعون المقدمة إليها، وفادحة فعل إعلان النتيجة من جهة غير رسمية، أنه كان سيقود حتما إلى ما نشهده حاليا من أحداث عنف وإرهاب لو كانت النتيجة غير ما خططت له الجماعة، وخلاصة ما فعله «قضاة من أجل الإخوان»، أنهم وقتها لم يحترموا دولة المؤسسات، وضربوا مثلا قاطعا فى الانحياز السافر، وكان من الطبيعى محاسبة هؤلاء «قضائيا» على هذا الفعل.
واصل هؤلاء فعلهم بالتأييد على طول الخط لكل ما تفعله الجماعة ومرسى، حدث ذلك فى إعلان مرسى الاستبدادى، الذى كان ضمن مساوئه ضرب القضاء فى مقتل، وتعيين نائب عام «ملاكى»، وبالرغم من اعتراف مرسى نفسه بأنه كان على خطأ فى إصدار هذا الإعلان، إلا أن «هؤلاء» لم يعترفوا بخطأ تأييدهم له.
من أفعال هؤلاء، صور لمشاوير من بعضهم إلى مكتب إرشاد الجماعة فى المقطم، فماذا كانوا يفعلون فى هذه المشاوير، وعلى أى شىء كانوا يتفقون؟، وفى الأفعال، تأييد منهم لقانون السلطة القضائية الذى قدمه حزب الوسط إلى مجلس الشورى، ورفضته الأغلبية الساحقة من القضاة، وبالرغم من أن هذا القانون فتح جبهة صدام الإخوان ومرسى مع القضاة، فإن هؤلاء اختاروا الانحياز ضد القضاة، وتركوا الصف القضائى فى معركة أصيلة له.
أما قصة أن غيرهم من القضاة كانوا يحتشدون أيضا ويهاجمون الإخوان ومرسى، فهذا مردود عليه بأن مبعث الهجوم كان دفاعا عن القضاء، لأن الإخوان لم يدخروا جهدا فى تمزيقه، بهدف السيطرة عليه، أى أن هؤلاء كانوا يخوضون معركتهم مثل خوض باقى فئات الشعب المصرى لمعاركهم ضد حكم الإخوان.
فى الخلاصة، هل يمكن الاطمئنان مثلا لنزاهة «قضاة من أجل الإخوان» فى حال تعرضهم، وهم على منصة القضاء لقضية طرف الخصومة فيها أى إخوانى؟، وكيف سيكون حالهم وأمامهم محامى «إخوانى».
سيقولون أنهم أكثر حرصا على العدالة، لكن «الشبهات» تقود إلى الظنون، ومعنى أن يرفع هؤلاء إشارة «رابعة» فهم وضعوا أنفسهم موضع الشبهة التى لا ملامة بعدها لمن يظن بهم الظنون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة