ليس المهم فى زيارة كاترين آشتون منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى الحالية إلى مصر هو ما تحمله هذه السيدة فى حقيبتها الدبلوماسية من مبادرات أو أفكار تحقق مصالح استراتيجية للاتحاد الأوروبى وللسيد الأمريكى الغارق فى مشاكله الخارجية والداخلية الآن، والمحاولة الدائمة لإنقاذ جماعة الإخوان المحظورة، لكن الأهم هو ما ستقوله مصر الدولة بكل وضوح وصراحة وقوة وثقة لهذه السيدة.
السيدة آشتون تدرك تماما أن زيارتها الثالثة لمصر تأتى فى أجواء مغايرة عن زيارتها السابقة، فقد فرضت مصر بعد 30 يونيو إرادتها الشعبية وبدأت فى السير نحو تطبيق خارطة الطريق وتراجعت أمام إصرارها ورفضها لكافة الضغوط الدولية بما فيها ضغوط السيدة آشتون، المواقف الدولية المعادية وخاصة بعض دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، واعترفت الكثير من هذه الدول بأن ما حدث ثورة شعبية ضد استبداد الإخوان. آشتون تزور مصر بعد تراجع أوباما نفسه وصعود مصر القوى فوق منبر الأمم المتحدة ومع ذلك لا مانع من تكرار المحاولة بالتدخل الناعم فى الشئون الداخلية المصرية، وهنا يأتى الدور على ما سوف تسمعه وتتلقاه من القيادة المصرية والقوى الحية بأن ليس من حقها مجرد الحديث فيما يخص الشأن الداخلى المصرى وإلا فسوف تعتبرها مصر تجرى اتصالات مع جماعة إرهابية محظورة. أجواء زيارة آشتون تذكرنى بأجواء معركة تأميم قناة السويس عام 56 بعد أن أعلن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر تأميم القناة ووقف الشعب المصرى والعربى إلى جانب مصر ضد الضغوط الأوروبية والقوى العظمى فى حينها بريطانيا وفرنسا وبدعم أمريكى، وحسمت مصر قراراها وفرضت إرادتها وسيادتها على القناة، رغم كل محاولات التجويع والضغط الذى مارسته الدول العظمى التى قررت إرسال لجنة برئاسة روبرت منزيس رئيس وزراء أستراليا تمثل الدول الثماني عشرة التى شاركت فى مؤتمر لندن ردا على تأميم القناة، وحاول منزيس مثل السيدة آشتون التدخل فى شئون مصر ومحاولة الضغط عليها للتراجع عن قرار التأميم فما كان من عبدالناصر إلا إعلان رفضه لمنزيس الحديث فى القضية وانسحب دون استكمال المفاوضات. وانتصرت مصر رغم العدوان الثلاثى العسكرى عليها وفرضت إرادتها. أظن أننا نعيش نفس أجواء زيارة منزيس، وعلى الفريق السيسى والرئيس عدلى منصور وكل الرموز المصرية والقوى السياسية أن تبلغ آشتون برسالة واحدة «غير مسموح لك بالتدخل فى الشؤون الداخلية، ولتتحدثى فقط فى مستقبل العلاقات الثنائية والتعاون القادم بين مصر والاتحاد الأوروبى».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة