ناجح إبراهيم

التفنن فى تدمير أنفسنا!

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013 05:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فر عدى بن حاتم الطائى من جيش رسول الله «ص» الذى قبض على شقيقته فأكرم رسول الله «ص» وفادتها وأطلق سراحها لأنها ابنة حاتم الطائى أكرم العرب.. فذهبت إلى شقيقها فقالت له «هذا الرجل إما نبى كريم أو ملك عظيم ولن تضام فى الحالتين» فأكرم وفادته وأجلسه على الوسادة وجلس النبى «ص» على الأرض وأحسن إليه. إنه إكرام ذوى الهيئات من الناس وإنزال الناس منازلهم.. والعفو والصفح والتجاوز والتغافل. وأنا أرى أن الدولة المصرية منذ 25 يناير وحتى اليوم تحتاج إلى قراءة ودراسة وتطبيق مثل هذه المعانى فبعد الثورة تمت إهانة كل رموز الدولة المصرية فى عهد مبارك «وأخذ العاطل على الباطل» كما يقول العوام وتم تعميم الأحكام صاحبها هوس جر الجميع إلى المحاكم والنيابات، ثم تكرر جزء من هذا الأمر فى عهد د. مرسى فبدأت النيابات والمحاكم تستلم كل خصوم التيار الإسلامى واحداً بعد الآخر.

لقد انتقلنا من مرحلة «امسك فلول».. إلى «امسك شرطة».. إلى «امسك إخوانى» فى تعميم بغيض صاحبته موجات من دعوات إسقاط الآخرين فتارة «يسقط مبارك وأعوانه» وتحرق مقرات الحزب الوطنى، وتارة «تسقط الشرطة» وتحاصر وتحرق أقسامها ومقراتها وسياراتها.. وتارة «يسقط حكم العسكر» وتحاصر وزارة الدفاع لأول مرة فى تاريخ مصر.. وكأنهم ليسوا من أبناء مصر وتارة «يسقط المرشد والإخوان وتحرق مقراتهم وأحزابهم وكأنهم ليسوا من أبناء مصر» وتارة «يسقط الإعلام» وتحاصر مدينة الإنتاج ولولا بأس الدولة لحرقت كما حرق غيرها.

كل ذلك يتم فى تعميم مخل ومضل للأحكام واليوم يتم تعميم الأحكام دون تبصر على الإخوان.. ويتم تكفير الجيش والشرطة ظلماً ودون حق من قبل التكفيريين وما أكثرهم فى هذه الأيام. فهل نعشق الإقصاء وتدمير الآخر بغير تبصر ولا حكمة ولا روية؟

إن حبس المرشد السابق مهدى عاكف احتياطيا وقد جاوز الثمانين لا يليق من مصر الكبيرة، فالحبس الاحتياطى لمن يخشى هروبه وهذا لا يستطيع حتى التنفس. إن مبارك الذى يصفه الجميع بالظلم والعسف كان يضع المرشد كخط أحمر لا يتجاوزه لسنه ومكانته وحتى لا يخلق عداوات هو فى غنى عنها. وكان يمكن أن نفعل ذلك مع المرشد الحالى د.بديع وخاصة بعد مقتل ابنه فلا نجمع عليه وهو فى هذه السن مصيبتين عظيمتين تستفز كل منهما آلاف الشباب، أما الإجراءات القانونية فيمكن أن تتم وهو فى بيته باحتياطات أمنية معينة.

أما محاكمة د. مرسى فهى ضارة للجميع.. وقد تشعل ثورة غضب جارفة لا مبرر لإشعالها فى وطن قارب على الاحتراق وقد تؤدى محاكمته إلى موجة عنف نحن فى غنى عنها فى وطن لم يعد يتحمل مزيدا ً من العنف والدماء. يا قوم: علينا أن نستعير الحكمة من أهل اليمن الذين إذا لم يعجبهم مدرس مصرى تركوه إلى آخر العام ثم لم يستدعوه مرة أخرى مراعاة لمشاعره وأسرته وزملائه. ولكننا ندمر مشاعر وأحاسيس وأقدار كل ذوى القدر منا.. كل منا يقصى الآخر ويحطمه.. وينتقم منه أو يسجنه أو يفجره. فهل هذا هو حصاد ثورات الربيع المصرى.. أم أن ربيعنا تحول إلى خريف على أيدينا؟!

يا قوم: أكرموا كريم القوم.. وارحموا عزيز قوم ذل بينكم.. وأقيلوا ذوى الهيئات من عثراتهم.. أم أن مصر لم تسمع بعد بهذه القواعد الإسلامية الرائعة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة