عادل السنهورى

«العريان».. انهيار أحلام الفتى الطائش

الخميس، 31 أكتوبر 2013 10:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام قليلة من 30 يونيو، جاءنى زميلنا النشيط محمد الجالى محرر الشؤون البرلمانية بـ«اليوم السابع» حاملا رسالة شفوية من عصام العريان رئيس الأغلبية فى مجلس الشورى قبل قرار حله، يبلغنى فيها أن «العريان بيقولك انت وسعيد الشحات وأكرم القصاص خلاص هانت وقربت.. وساعة الحساب قربت». الرسالة الذى نقلها الزميل الجالى ضاحكا كانت مقصودة من العريان الهارب الذى سقط فى قبضة الأمن أخيرا. فالإعلاميون المعارضون للإخوان ولنظام مرسى كانت تنتظرهم قوائم القبض والاعتقال حسب الرسائل المتبادلة مؤخرا بين مرسى ومعاونيه ومستشاريه، فسوف تفشل مظاهرات 30 يونيو بالتأكيد حسبما توهم الإخوان ومنهم العريان الذى اعتبرها مع تابعيه «الفقاعة التى سوف تنفجر فى وجه تمرد والمعارضة»، وبعدها تبدأ ساعة الحساب العسير، و«سنة كفاية» - مثلما قال كبيرهم مرسى فى أواخر أيامه - كرسالة تهديد أخرى لقوى المعارضة. بريق ووهج السلطة التى جلس على طرف منها الدكتور عصام العريان، الذى كان ذات يوم فى نهاية الثمانينات
رفيق «الميكروباص» من قصر العينى إلى شارع الهرم، حيث كنا نسكن هناك وقتها.

لكن الأيام دارت وتقلبت الأحوال، فمن المطارد والملاحق والسجين أحيانا، اعتلى العريان مع جماعته مقاليد السلطة فى مصر بفضل ثورة الشباب فى 25 يناير. والرجل الذى كان فى غاية الأدب، والمبتسم دائما والمتواضع والخجول وصاحب الصوت الهامس، وصاحب التوجه الإسلامى القومى، أصابته لوثة السلطة وبارانويا الكرسى، وانقلب إلى الغرور والاستعلاء وإنكار الآخر، بل إنكار الماضى القريب مع أصدقائه وزملائه الذين ساهموا فى أكبر خديعة سياسية فى سنوات الثمانينيات والتسعينيات لتقديم العريان، معبرا عن الصوت الإسلامى المعتدل، امتلأ العريان بعد السلطة بمرض الكبرياء القاتل الذى أطاح به، رغم نصائح الأصدقاء له بأن «تلك الأيام نداولها بين الناس»، ونظر الكثيرون للعريان بأنه زعيم «الحمائم» داخل الجماعة ضد صقورها بقيادة الشاطر، ثم اتضح أن كل ذلك وهم، فالكل صقور، وإن توزعت الأدوار لخداع مراهقى السياسة والرومانسيين داخل التيار المدنى والثورى. العريان توهم بعد السقوط فى يونيو، وتساقط أركان الجماعة، أنه الزعيم والملهم والقائد الذى سيحرر الجماعة من سلطة «الانقلاب»، وقاد الثورة من مخبئه عبر قناة الجزيرة، فكان سقوطه بمثابة انهيار أحلام وأوهام الفتى الإخوانى الطائش.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة