علا عمر

الديمقراطية فلسفة حياة كاملة

الجمعة، 04 أكتوبر 2013 01:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليست صناديق انتخابات أو أصوات ملايين، ورأينا وعشنا ما أوصلتنا إليه أو بمعنى أصح الاستخدام الخاطئ وتشكيلها لخدمات رغبات آخرين معزولين عن الشعب باستخدام الشعب نفسه فساد، تأخر، انهيار اقتصادى، انهيار مؤسسات الدولة، وأخيراً وليس آخراٌ شبح الإرهاب، فى مثل هذا العصر السريع المتقدم، الديمقراطية التى يسمع عنها الإنسان عبر أزمان، ليست سهلة كما تخيلها الناس وتغنوا بها فى مجتمعاتنا العربية.. (أولاً وآخراً عملية أخلاقية، أسلوب تعامل) وعقد بين الدولة والمجتمع، أى بين الحاكم والمحكوم.. ليست وسيلة مستهلكة للوصول للكرسى.

فى أوطاننا العربية لم تستخدم الديمقراطية سياسياً من قبل الأحزاب السياسية حتى الآن نعم ببساطة لأن المجتمعات الديمقراطية لا تسقط المظاهرات فيها أى حكومات، الحكومات تسقط عندما تخرج خطاياها على السطح، ولا يصبح أى حيز باقى يتسع للمزيد، فى أوطاننا المسئولون لا يعترفون أبداً أمام أنفسهم ولا أمام شعوبهم أنهم أخطأوا وان العربة التى أوصلت العديدين فى الوزارات المختلفة إلى مكاتبهم، أو أوصلت الرئيس إلى قصر الرئاسة لم يكن يجرها حصان وطنى، ولا حتى عربى.. اندفعت عجلة الديمقراطية بنا إلى الحافة وانفصلت عن المسار بفعل فاعل.. فى ظل أوضاع مأساوية، سياسية، وأمنية، واقتصادية، واجتماعية متدهورة.. نعود إلى موضوعنا لن استطرد فى المزيد من سرد ذكريات مؤلمة من حال الدولة التى وصل إليه ومازال.. للأسف نتيجة وليس فجأة أو محض صدفة.. شىء جديد لم نعلم عنه (بدون كتالوج) لم ننشأ على منهج تفكير ديمقراطى، أو نتربى ونتعود على الديمقراطية فى كل مجالات الحياة ما أوصلتنا إليه أننا اصطدمنا بقنبلة موقوتة، أو مفتاح حياة تعاملنا مع ما أنتجته ثورة يناير بسذاجة، واستهتار (الديمقراطية) كلمة رددها الكثيرون الساسة والمثقفين والشتامين، والمنافقين، والطبالين، وما أخرجته وسائل الإعلام إلى عقولنا.. كيف تتحدثون بها وعنها؟ والكل والمعظم نشأ فى مجتمع طبقى ذكورى أبوى ديكتاتورى بحت باختلاف انتماءاتكم ومذاهبكم؟ أى نظم سياسية وحياتية ونشأة فى مجتمعات فوضوية رعوية تعمل بدون نظام تتكون بها منظومات سياسية.. لم تعرف الديمقراطية يوماً فى حياتها ولا تستطيع أن تعمل بها.. (فرانسيس فوكوياما) كاتب ومفكر أمريكى من أصول يابانية.. يعد من أهم مفكرى المحافظين الجدد.

دكتور فى العلوم السياسية بجامعة هارفارد فى كتابه (نهاية التاريخ والإنسان الأخير) أن الديمقراطية لا تنمو ولا تتطور إلا بتوفر 3 عوامل أساسية: 1- الاستقرار السياسى، 2- النمو الاقتصادى، 3- التنمية الاجتماعية لدى أى مجتمع لتأهيل مؤسساته التى تنبثق عنه يلزمها استقرار، نمو اقتصادى، تنمية اجتماعية حتى تكون الدولة فى خدمة المجتمع لا لأن تعدو متسلطة عليه ويكون هو فى خدمتها، فشلت تجربة الديمقراطية فى مصر بعد الثورة فشل من أوسع أبوابه لأن من كانت تتفوق أجندتهم العقائدية والعنصرية والطائفية على المبادئ الوطنية، لم يعرفوها على حقيقتها، سيطرت لذة السلطة وصبر عقود على حلم لم يكن فى الحسبان أو حتى فى الخيال، حمل الإسلاميون ومن سبقوهم شعار الديمقراطية من اجل الوصول للسلطة.. كلهم ليسوا فقط الإسلاميون بل والأطراف الأخرى باختلاف طوائفها وانتماءاتها يتشدقون بالديمقراطية، ولكن لم يؤمنوا بها أصلاً، لأنهم لم يمارسوها.

المسئولون الجدد رؤساء ووزراء المستقبل الذى ليس بالبعيد، أن يأتى إلى أذهانهم وهم فى السلطة.. بالرغم من انهم لم يخططوا ويسعوا للوصول إلى الكرسى بأى ثمن لا تقنعوا أنفسكم أيضاً بالشرعية وأنكم من صناعة شعوبكم، وأنكم تسيدتم بأصوات من أنتخبكم، ليس من الصواب أن ننسى او نتناسى ماضى غيرنا، وان نرتكب أخطاء غيرنا فى نفس الوطن ومع نفس الشعب، وأن نكون صنائع وأدوات لأجندة غيرنا، ليست نصائح فأنا أقل من مستوى النصيحة ولكن خواطر مهمة وردت إلى الذاكرة بحكم أننى من الجمهور ولم أعمل يوماً بالسياسة.. ابنوا مجتمعات ديمقراطية تحترم القيم الإنسانية، والمبادئ الوطنية، والثوابت الأساسية فى الحياة.

مجتمعاتنا منقسمة الآن وأصبحت تصارع الطغاة الدخلاء والعناصر الإرهابية بكافة طوائفها من جهة، وتصارع الوجوه الجديدة البليدة التى جاءت إلى السلطة باسم الديمقراطية، وطبقاً للدستور وتشجيع الإعلام.. كل ما نحياه حبر على ورق.. بالرغم من ذلك ومن الانقسام الذى نعيشه لن يتقبل المجتمع مرة ثانية حكم الأغبياء والفاسدين والطائفيين أو المتخلفين، المتحجرين، كالذين تستروا وراء انتخابات مضحكة لم يشارك فيها عقلاء، من تستر خلف صناديق انتخابات كان يدرك فجاجتها، وزيفها، وكذبها حدثت له الآن مضاعفات مضادة، وأصبح فى خبر كان.. أخيراً من حق مجتمعاتنا أن تدافع عن الديمقراطية.. من أجل الحصول على النسخة الأصلية منها ومن اجل تكامل المجتمعات نفسها، ومن الخطأ ممارسة آليات السياسة من دون الاعتراف بالحريات العامة، والفكرية، والشخصية الديمقراطية فلسفة حياة كاملة.. ليست مجرد صناديق انتخابات.












مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة