فى أوائل السبعينيات كانت ظاهرة اختطاف الطائرات واتخاذ الركاب رهائن لمساومة الحكومات على تحقيق مطالب الخاطفين تسيطر على العالم، كانت هناك منظمات مثل "بادر/ماينهوف، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو نضال، الجيش الأحمر اليابانى"، وكان لابد على المنظمة التى تقوم بعملية خطف طائرة ما أن تحدد المهام المنوط بها لكل واحد من منفذى العملية مع اختيار ثلث عدد المنفذين للقيام بعملية التفاوض مع السلطات الحاكمة، كانت منظمة "بادر/ماينهوف" الألمانية تطلق تسمية "مفرزة رأس الشيطان" على مجموعة التفاوض التى كان يخرج أعضاؤها من الطائرة المخطوفة خارج الطائرة غير حاملين أى سلاح فيما يحتفظ بقية الخاطفين بالرهائن داخل الطائرة تحت تهديد السلاح مع تلغيم جسد الطائرة من الداخل بالقنابل، وهذا بالضبط هو التكنيك الذى استخدمه "الإخوان المسلمون" قبل 30 يونيه 2013 فاتخذوا من "اعتصام" رابعة العدوية كـ"مفرزة رأس الشيطان" منذ يوم 28 يونيو، وتسلحوا بشعار "سلمى" خادع اسمه "الشرعية" فى محاولة لتثبيت "رئيسهم" فى مواجهة مهلة القوات المسلحة للخروج من الأزمة، واستخدام "اعتصام" رابعة للتفاوض، مع تأكيد كبير كهنتهم المفاوضين على سلميتهم التى هى أقوى من الرصاص، وراحوا يقسمون أغلظ الأيمان على أن ميدان رابعة ليس به سكينة واحدة وأكد "روبرت فيسك" أنه زار اعتصام رابعة ولم ير أية أسلحة غير بندقية آلية كان يحملها حارسه الشخصى الذى كان يحرسه فى زيارته لميدان رابعة، وربما يكون "فيسك" صادقا فى روايته إلا أنه لم يذكر مطلقا أن "اعتصام" رابعة ما هو إلا "مفرزة رأس الشيطان" لهؤلاء الذين يخططون لعملية "خطف الوطن" وأنهم يمتلكون السلاح من صواريخ سام ومدافع الهاون والبى سفن والجارينوف المحمولة على سيارات الدفع الرباعى وصواريخ جراد القادمة من ليبيا وصواريخ القسام الواردة من حماس، كان أصحاب عملية "خطف مصر" التى أطلقوا عليها للتمويه "عودة الشرعية" كانوا يمتلكون هذه الأسلحة ولكنها لم تكن مخبأة فى ميدان رابعة، لكنها كانت هناك فى سيناء التى اتخذوها رهينة مع استخدام "مفرزة رأس الشيطان" فى ميدان رابعة بسلميتها التى هى أقوى من الرصاص لفرض شروطها بعودة "مرسي" ومجلس شورتهم المعيوب ودستورهم المشبوه، وبدأ تنفيذ عملية "خطف الوطن" بالتفجيرات فى سيناء مع قتل بعض جنود الجيش لتوضيح الأمر للسلطات الحاكمة، كما لو كانوا يقولون بأن سيناء مخطوفة ورهينة تحت تهديد أحدث أنواع السلاح ويجب أن تتفاوضوا معنا عن طريق "مفرزة رأس الشيطان" فى رابعة وبدأ مفاوضوهم، أعضاء "مفرزة رأس الشيطان" فى التصريح بأن على السلطات الحاكمة أن تقبل بالشروط، وليس تصريح "البلتاجى" من فوق منصة رابعة بأن ما يحدث فى سيناء سوف يتوقف فى نفس اللحظة التى سوف يعود فيها "مرسى"، لم يكن هذا التصريح مجرد "زلة لسان"، فلم يكن مطلوبا أن يكون السلاح فى رابعة مادام هناك السلاح فى سيناء وأن فض "اعتصام" رابعة مستحيل قبل تنفيذ الشروط والسلطات الحاكمة لن تجرؤ على فض الاعتصام، ويعلن صاحب "على القدس رايحين"، مورد السلاح لجيش النصرة فى سوريا "صفوت حجازى" بأنه: "ولا مليون سيسى يستطيع فض اعتصام رابعة"، ويقف "عاصم عبد الماجد" أحد قادة "مفرزة رأس الشيطان" المفاوضين بأن الذين هم خلف يوم 30/6 هم "شيوعيون وملحدون ومتطرفون من الأقباط"، وأقول لمتطرفى الأقباط الأغبياء إنكم تسوقون الأقباط لمحرقه للقتال، وستشعلون الفتنة بينكم وبين المسلمين بغبائكم، وأنتم أول من ستحرقهم نار الفتنة التى تقدمون عليها"، ويظهر مفاوض آخر من قادة "مفرزة رأس الشيطان" هو طارق الزمر صارخا من فوق المنصة متوعدا الشعب فى يوم 30/6 صاخا ومتوعدا: "نعدهم أنهم سيسحقون فى هذا اليوم "، لكن جيش مصر الذى حما الوطن من عملية خطفه والشعب المصرى من حرق الأقباط وسحق المواطنين كان حاضرا، ويبقى على كل من يقول بأن "اعتصام" رابعة كان خاليا من الأسلحة أن يراجع ضميره فقد كان هذا "الاعتصام" هو البداية والخطوة الأولى من عملية "خطف الوطن.