كلنا فى المحروسة نميل كثيراً لقياس الأمور.. بحسابات التفاؤل.. والتشاؤم.. ونمعن أكثر حين نربط المكان.. والزمان.. وربما السكان بنفس حبال التفاؤل.. وأيضاً التشاوم.. يبدو أنها عادة فرعونية.. لكننا لم نرصد على أى جدران معبد ما يؤكد صحة النظرية.. إنما وارد أن يكون قسما التصحيح والديسك فى صحف الفراعنة فاتهما رصد عناوين من هذا القبيل!
فى ظل النظرية نفسها.. تعال صديقى القارئ الفرعونى جداً.. المصرى حتى النخاع.. اصطحبك فى رحلة «فلاش باك».. إلى مدينة كوماسى.. مقر قبيلة الأشانتى والتى تحتضن فريق «كوتوكو» الرهيب.
عام 2008.. سافر منتخبنا ليدافع عن لقبه فى أمم أفريقيا هناك.. وكانت مجموعة مصر فى كوماسى.. الفراعنة وقتها، لم يكونوا فى أحسن حال، لدرجة أن سمير زاهر شفاه الله وعافاه، كان متقمصاً دور مدير الكرة للمنتخب، خشية أن نخرج مبكراً، ويكفى أن أذكركم أن مجموعتنا كانت تضم الكاميرون وزامبيا وهى تبنى فريقاً، والسودان بكل حماس وعقب غياب كان طويلاً عن الوصول للنهائيات، شدة الحرص الإدارى جعلت اتحاد الكرة يرضخ بحب لكل طلبات الإعلام، ومنها السفر على متن الطائرة الخاصة التى أقلت منتخبنا، وبثمن بخس للتذكرة فلم يدفع أى زميل إلا قيمة الضريبة على التذكرة وكانت 165 دولارا فقط لا غير.. وصلنا ونزلت البعثة بفندق جولدن تيوليب ونزلنا نحن الصحافيين فى فندق يبعد عن المدينة «22 كم».. فى واحدة من طرق «النصب» التى اعتدناها من منظمى الرحلات الأفارقة.. وكدنا «نروح فى شربة ماء» وقتها بسبب عدم وجود ترخيص فى الفندق، وبالتالى عندما تعطل بنا المصعد ومعى الزملاء الأعزاء إبراهيم المنيسى وأيمن بدرة وعبدالمنعم الأسطى وصبرى على، رفضت إدارة الفندق أن تستدعى الشرطة والمطافى وبالتالى الإسعاف خشية المساءلة القانونية، وبعد عناء ولولا عناية الله وأن فى الأجل بقية لما خرجنا من المصعد الذى كان فى طريقه للسقوط من الدور الثالث!
عدنا لفندق اكتشف العبدلله كاتب هذه السطور أن مالكه لبنانى يدعى أحمد نعمان فأصبحت على قرابة 3 دقائق من فندق المنتخب.
الزيارة الأولى لمقر الفراعنة بعد 24 ساعة من التواجد فى كوماسى جعلتنى أقترب من الفريق ومدير الكرة بالإنابة سمير زاهر حيث رأيته جالساً فى بهو الفندق، بعدها انضم لى الزملاء إبراهيم المنيسى وعزت النجار والأسطى، وتبعهم كبير المصورين الزميل حسام دياب، حين التقينا أكد لى المنيسى أن هناك شبه «ضبابية» تشوب علاقة المعلم وتريكة.. ولم يتبق على مباراة افتتاح المجموعة أمام أسود الكاميرون إلا 3 أيام، الحقيقة لم أجد ما أفعله إلا أن أحاول جاهدا أن أضع سيناريو مع المنيسى لحل الأزمة، ولم نجد بداً من مراجعة زاهر، ومطالبته بالتدخل، على الفور تدخل زاهر وأعاد المياه لمجاريها.. وأزال جدار الصمت بين المعلم وتريكة.
المهم أنهى رئيس الاتحاد مدير الكرة فى الوقت نفسه المهمة، ورأينا فى المران الرئيسى تريكة مختلف خالص جداً وتفاءلنا بالجو العام أيضاً.. آه نسيت أن أقول لكم إن زاهر أيضاً شفاه الله.. كان الوحيد الذى لمح أحمد فتحى وهو يدفع بعمرو زكى البلدوز فى حمام السباحة وكادت قلوبنا تنخلع عندما عرفنا أن زكى لا يعرف شيئاً عن العوم ليصرخ زاهر قاطعاً جدار الصمت مرة أخرى وينقذ النعمانى زكى، ويغرق تليفونه المحمول وحافظة نقوده!
أتمنى أن يتناول المنتخب طعام الغداء عند النعمانى.. وأن يدعو زاهر للفراعنة قولوا يا رب.
عصام شلتوت
.. فى كوماسى «وفق» زاهر بين المعلم وتريكة.. وأنقذ البلدوزر من الغرق
الإثنين، 07 أكتوبر 2013 10:45 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة