المبادرات وحدها لن تنقذ الإخوان من مصير النهاية المحتوم وكتابة التاريخ الفصل الأخير لجماعة تعايشت مع أزمنة وحكام وأنظمة سياسية مختلفة حكمت مصر طوال 80 عاما سواء بالتقية أو بالصفقات السياسية الخاسرة أحيانا أو بالعنف والصدام مع السلطة قبل ثورة يوليو أو بعدها أحيانا كثيرة.
المشكلة ليست فى المبادرات أو فى أصحابها الذين يسعون بسوء أو بحسن نية لإطلاقها تحت دعوى أو من منطلق «البحث عن مخرج للأزمة السياسية التى تعيشها مصر» ودائرة العنف التى يمارسها الإخوان منذ الإطاحة بالدكتور محمد مرسى.
الأزمة الحقيقية أن قيادات الجماعة الباقية خارج السجن لم تستوعب بعد ما حدث فى 30 يونيو وما تلاه من تغييرات جذرية فى مصر بإرادة الملايين من المصريين الذين خرجوا ضد دولة الفاشية والاستبداد الدينى لحكم الإخوان. القيادات فى الداخل والخارج مازالت تعيش حالة الصدمة مما جرى فى يونيو وإنكار كل ما حدث على أرض الواقع حتى أصبحت الآن تعيش خارجه فى ظل حالة رفض وكراهية شعبية شديدة لم ينلها تيار سياسى أو جماعة دينية فى تاريخ مصر. والحل هو الاستفاقة من الصدمة والتعامل مع الواقع واتخاذ إجراءات ضرورية حتى يمكن قبول مبدأ التفاوض والحوار وقبول المبادرات ليس من الدولة ولكن من الشعب أولا الذى لن يغفر لأى شخص أو مؤسسة فى الدولة حاليا فتح باب الحوار ومنح الإخوان قبلة الحياة فى ظل ما يعانيه الشعب من ممارسة العنف والإرهاب الإخوانى.
وأقول بكل صراحة لن تنجح مبادرة أو «جلسة التشاور» للدكتور أحمد كمال أبو المجد المفكر الإسلامى والإخوانى السابق مع قيادات الجماعة قبل أن تعترف الجماعة بثورة يونيو وبإرادة الشعب فى التغيير وبخارطة الطريق السياسية وبوقف العنف ومظاهرات الترويع والإرهاب فى الشارع المصرى وفى المدارس والجامعات وحل الجماعة والحزب وانخراط أعضاء الحزب والجماعة فى جميع أحزاب مصر كل حسب ما يراه هو وحسب ما يتفق مع أهدافه وأولوياته دون الرجوع إلى أى من قادة الحزب أو الجماعة.
هذه هى الخطوة الأولى والشروط الواجب تنفيذها من الإخوان حتى يغفر لهم الشعب وقبل الجلوس معهم على طاولة الحوار والموافقة فقط على العودة للحياة السياسية تدريجيا، ما دون ذلك فسوف تفشل مبادرات اللحظة الأخيرة لإنقاذ الجماعة التى تلفظ أنفاسها الأخيرة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة