سألنى شاب عبر الـ«فيس بوك» سؤالاً وأجبت عنه إجابة مختصرة، ورأيت أن كليهما مهم للجميع، فأردت طرحه عبر هذا المقال:
س: هل يجوز الانتماء إلى جماعة إسلامية فى وجود الدولة؟
ج: يجوز الانتماء إلى جماعة أو حركة إسلامية، لكن بشروط، أهمها أولا: أن تضيف هذه الجماعة إلى مجتمعها إضافة إيجابية فى الدعوة إلى الله، أو التربية الإسلامية، أو الرعاية الاجتماعية للفقراء والمساكين واليتامى والأرامل، أو الاهتمام بالجانب السياسى الإسلامى، أو الاهتمام بتطبيق الشريعة الإسلامية فى مجتمعاتها فكرًا وسلوكًا ومنهاجًا بالرفق والأناة والتدرج. ثانيا: ألا تسلك نهج العنف أو التكفير، وكلاهما يؤدى إلى الآخر.
ثالثا: ألا تعتقد أنها المتحدث الحصرى والوحيد عن الإسلام، أو أنها هى الإسلام، أو أن الإسلام ينحصر فيها دون سواها. رابعا: أن تعتقد أنها جماعة من المسلمين وليست جماعة المسلمين، بحيث لا يكون فاسقًا أو مقصرًا أو خائنًا من لا ينتمى إليها، أو ينتمى لغيرها من الحركات الإسلامية، أو لا ينتمى لأى شىء، أو ينتمى لأى حزب سياسى مدنى ما دام يؤدى فرائض الإسلام وينتهى عن نواهيه. خامسا: أن تكون عقيدتها هى عقيدة أهل السنة والجماعة، فلا تتبنى مثلاً أفكار الخوارج أو الشيعة أو المرجئة أو ما شابه ذلك. سادسا: ألا تعتقد فى نفسها أو فكرها أو أعمالها أو قادتها العصمة، وأن تدرك أن هناك فرقًا بينها وبين الإسلام المعصوم، فهى غير معصومة، فى حين أن الإسلام معصوم.
أما سابعا فهو ألا يكون من فى هذه الجماعة مجرد آلة تحركها قيادته، دون أن يعمل عقله وقلبه فى الأوامر التى تلقى إليه هل توافق الشرع أم تخالفه.. فإن كانت توافق الشرع أمضاها، وإن خالفته رفضها. ثامنا: أن يكون ناصحًا لجماعته وآمرًا بالمعروف وناهيًا عن المنكر فى داخلها.. فكما يباح ذلك منه للدولة وللآخرين وللجماعات الأخرى فمن باب أولى أن ينصح جماعته لأنه أدرى بإيجابياتها وسلبياتها. تاسعا: ألا يظن فى نفسه أنه أفضل من عوام المسلمين، أو أرقى درجة منهم، أو أزكى منهم نفسًا، أو يتعالى ويستطيل عليهم لانتمائه لهذه الجماعة، وأن يدرك أن التقوى والصلاح والخير ليست حكرًا على مجموعة معينة من المسلمين، فهناك فى الجماعات من هم أتقى من بعض العوام، وهناك من العوام من هم أتقى من أبناء وقادة الجماعات، فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، وقد قال حجة الإسلام الغزالى وهو من أعظم علماء المسلمين وأزهدهم: «يا ليتنى أموت على ما ماتت عليه عجائز نيسابور»، أى يا ليتنى أموت على فطرة عوام المسلمين من البسطاء الصالحين. عاشرًا: ألا يكون دخوله للجماعة طمعًا فى الدنيا، أو رغبة فى حصد مغانمها، أو الاستقواء بها على الآخرين، لكن ينوى دخولها للتعاون على الخير، والمشاركة فى البر، والتآزر على الدعوة إلى الله، وخدمة الأغراض الإسلامية النبيلة.
وأخيرًا: ألا تتصادم هذه الجماعة مع الدولة أو المجتمع المسلم الذى تعيش فيه دون وجه حق أو لمجرد الغلبة السياسية، وأن يكون دخوله فيها إضافة إيجابية له، وأن يكون انضمامه إليها إضافة إيجابية لها، وأن تحسن توظيفه فى الخير.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة