خلق الله تعالى الكون بالجود الإلهى ونشر جوده وكرمه القدسى فى أعلى الكون وأسفله، ولم يحرم أحدا من هذا الجود، فسجد الكل لعظمته ولكماله المطلق ولجماله السرمدى، وشهد الجميع له بالوحدانية الكاملة، وأدركت الأرواح رحمته ووداده «شهد الله أنه لا إله إلَ هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم».. إنه سبحانه وتعالى الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، سبحان الله عما يشركون.. «فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد فى السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ويحيى الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون»، فالجود والكرم والعطاء هى أساس الوجود، ولذلك فالله سبحانه وتعالى رب الوجود كله، لا يحب البخل والبخلاء، لأن البخيل لا يبعث فى النفوس والأبدان الأمل والحياة، إنه يأخذ ولا يعطى، إنه تجسيد للأنانية المدمرة، ولذلك أكد سيد الأولين والآخرين المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم: «خيركم للناس أنفعكم للناس»، كل الناس وإذا أضفنا إلى الناس بيئة الناس فهو إنسان عظيم لأنه يحسن وينفع كل ما خلقه الله سبحانه وتعالى.
والقلوب الرحيمة تنعم برحمة الله سبحانه وتعالى وبرحمة من فى السماء وبحب من فى الأرض، ولذلك أشار سيدنا محمد أنهم أحب عباد الله إلى الله: «باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها» وقال سيد وإمام الأنبياء عليه أزكى التحية والسلام ما معناه.. «عليكم بالصدقة فإنها تقيم العوج وتدفع ميتة السوء وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، ويجب ألا ينسى الناس أن فاتحة الكتاب تبدأ بـ«بسم الله الرحمن الرحيم»، فالشخص رحمانى السلوك يتشبه برب الكون سبحانه وتعالى، وبسيد المرسلين - عليه الصلاة والسلام - وهذا قرب من الغنى الكريم رب العالمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة