دينا شرف الدين

خالتى أم أشرف. . خلطة مصرية عبقرية

الأحد، 10 نوفمبر 2013 06:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نموذج حى للشخصية المصرية البسيطة التى تمثل خلطة فريدة من نوعها على مستوى البشرية كافة. ..
فإذا تطرقنا لتحليل شخصية هذه العجوز الشجاعة.. سنجد الآتى:

أولاً: (الشجاعة)
من ذا الذى يمتلك هذا القدر من الشجاعة كى يقف فى مثل هذا الموقف الذى أخاف الكثيرين. ... أى وسط الحشود الهائجة من مؤيدى المعزول. . والتى تتطلع بشغف إلى الاشتباك والاحتكاك المتعمد مع الآخرين فى حالة من الغضب الجامح؟
وبشجاعة المرأة المصرية الأصيلة التى لا تخشى فى الحق لومة لائم. .. تحدت كل هذه التهديدات والتخوفات وتوسطت حشود الإخوان رافعة صورة زعماء مصر (عبد الناصر، السادات، السيسى ). ..

ثانيًا: ( الذكاء المصرى الفطرى)

فهى تمتلك قدرًا عاليًا جدًا من الفطنة والذكاء والقدرة على إدراك واستيعاب الحالة العامة التى تمر بها البلاد بعبقرية شديدة. ....وقدرة شديدة البساطة والبراعة على تحليل الوضع الراهن. . لا يقل قيمة عن تحليلات بعض كبار السياسيين. وإن اختلفت أدوات التعبير. ...

ثالثًا: (الوطنية النقية الخالصة لله والوطن)

فى ظل هذه الموجة الصادمة الهادمة للكثير من الأمنيات والآمال والتطلعات التى عقدناها جميعًا على عدة شخصيات. . كنا نظنها الأكثر إخلاصًا ووطنية وتفانى فى النهوض بمصر. ...

لكن وبكل أسف سرعان ما بدأت الأقنعة فى التساقط المدوى. .. والذى لم يرحم أو يرأف بما أصاب الجميع من إحباط تام. .

ولكن دائمًا أبدًا ما نجد وسط العتمة أشعة مضيئة تبعث على الأمل والتفاؤل من جديد. ... فمثل هذه السيدة والتى بدون شك هناك الكثير من الأمثلة على شاكلتها.. تتمتع بحس وطنى حقيقى لا يخفى ورائه طمع فى منصب ما. . أو أموال من هنا أو هناك. . ولا جاه أو شهرة. ..

لا شىء سوى الغيرة على الوطن والرغبة فى القيام بدور صادق. . حتى وإن كان شديد التواضع. .

رابعًا: (القناعة والرضا)

هذه العجوز البائسة التى ربما لا تملك قوت يومها. . وفى كثير من الأحيان تحمد الله وتشكره على النوم بدون عشاء. ..

عندما استمعت إلى حديثها البسيط التلقائى. .. ربنا انتبهت إلى قيم إنسانية جديدة لم أختبرها من قبل. .
لم تكن تعلم أو تتوقع أبدًا أن يحدث لها ما حدث. .. أو أن تتعرض لهذا السيناريو الربانى. . الذى أبدعه المبدع سبحانه وتعالى رفقًا بحال هذه المسكينة. ..

فشاء السميع العليم أن يرى الكثيرين ما رأيناه . .. وتكون النتيجة كل هذا التعاطف والشعور بالغيرة على مصر الغالية التى تجسدت لنا جميعًا فى هذه السيدة البسيطة. .
فكانت هذه الصفعة الغاشمة. ... صفعة على وجه مصر. .. وأبينا جميعًا أن تهان مصرنا بهذه البشاعة. .
وإلى بعض الذين أصابتهم بعض أحاسيس الغيرة والاستكثار لما انهال على أم أشرف من خير، أقل لهم أنها لو باتت تخطط وتدبر سنوات كى تسير الأمور على هذا النحو. .. لما استطاعت أبدًا. . إنما هو ترتيب الله الذى يحسن التدبير كله. ..

تلك هى الشخصية المصرية الأصيلة التى لم تشبها الشوائب.. ولم تلوثها المصالح.. ولم تحولها المغريات..

شكرًا ست أم أشرف. .... فقد تعلمنا الدرس.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة