واصل فريق الكرة بالأهلى احتكاره للأفراح المصرية، وحافظ لجماهيره على سيطرته وأسعدهم بعد ساعات قليلة من فرحة الزملكاوية بفوز فريقهم بكأس مصر وأخرجوا المصريين من حالة الحزن التى كانوا يعيشونها طوال الأيام الماضية، وحققوا فوزاً غالياً بثنائى مع الرأفة على أورلاندو بطل جنوب أفريقيا، ليخطفوا الكأس الأفريقية ويتأهلوا لمونديال الأندية.
لاعبو الأحمر بثوا الثقة لدى جماهيرهم بأنهم قادرون على تحقيق الصعب وقهر أورلاندو ليسعدوهم وكان التواجد الجماهيرى غفيراً فامتلأت جنبات استاد المقاولون بالأحمر، لأن التاريخ لا يكذب، وسمات المصريين عند الشدائد تبرز فى لاعبى الأهلى دون غيرهم من أندية الدورى، لأنهم بالفعل أصحاب القوة الخارقة فى تحقيق المعجزات الكروية، وهم وحدهم المتميزون بجينات البطولات دون غيرهم فى المحروسة، والأهلاوية وحدهم الذين يطلق عليهم كلمة رجال بمعنى الكلمة ويأتى لهم الحظ والتوفيق حليفاً لأن القاعدة معروفة «الحظ لا يأتى إلا للأقوياء» منطبق عليهم تماماً.
من النهائى الأفريقى 2013 تبرز حقائق لا تقبل التشكيك.. وهى أن النادى الأهلى هو الوحيد الذى لا يعرف المستحيل، تعشقه البطولات والألقاب، ولا تفرق معه ظروف سياسية أو أزمات فهو مؤسسة تعمل بجد بعيدا عن المؤثرات الخارجية، وباختلاف القيادات والمسؤولين، هناك مبادئ ثابتة، وأهداف واضحة وطمع متوارث فى اقتناص البطولات دون رحمة أو شفقة للمنافسين الغلابة.
الأهلى يعطى العالم درسا فى أن الذى يجتهد يجد المكافآت وترسيخ للدين بأن «لكل مجتهد نصيب»، كما أن تألق أبوتريكة جاء منطقيا لأنه بالفعل رغم كل التحفظات على بعض المواقف، فإنه بالفعل اللاعب الأكثر التزاما سلوكيا داخل الملعب، وخارجه عكس الذين يكتبون تغريدات على تويتر أو الفيس بوك أو الممثلين الذين يذهبون للجنازات وسرادق العزاء والوقفات الاحتجاجية للشو الإعلامى فقط.
قد نتفق أو نختلف مع المواقف السياسية لأبوتريكة لكنه فى النهاية كلاعب خلوق مهذب نحترمه داخل الملعب وخارجه لأنه دائما بشوش يبتسم للحياة، وطبيعى أن الحياة تبتسم له..وبالطبع إعلانه الاعتزال قرار مرفوض جماهيرياً لأنه موهبة فذة لا يجوز التفريط فيها ولابد من تدخل كبار الأهلى لإقناعه بالبقاء والاستمرار فى الملاعب.
ولا يمكن إغفال الدور الكبير لمجلس الإدارة الأهلاوى لأنه بالفعل يضم شخصيات محترفة نجحت فى العبور بالفريق لبر الأمان بعيداً عن المهاترات والمناوشات العديدة من الألتراس أو المشاكل الإدارية داخل المجلس..
أبوزيد نسى الوزارة والبروتوكولات خلال مشاهدته للنهائى الإفريقى وظهر منفعلا مع الهجمات الحمراء وفرحته كانت ظاهرة للجميع كمواطن يعشق بلده قبل أن يكون نجم كرة سابقا يحب ناديه.
ووسط الأفراح المصرية والأهلاوية ضرب أحمد عبدالظاهر مهاجم الأحمر «لمبة فى الكلوب» بإشارة رابعة التى أثارت حالة من الجدل فى الأوساط الرياضية والسياسية وطالب البعض بإيقاف اللاعب لكن اتحاد الكرة رفض أى كلام فى هذا الشأن مؤكداً أن البطولة تخضع للوائح الكاف وأى قرار عقابى سيكون خطأ.. وكان الوزير أبوزيد عقلانيا جداً برفضه التربص باللاعب ورفض تعكير صفو الجماهير المصرية بسبب تصرف عبدالظاهر.
عموما موقعة 10 نوفمبر أعادت الحياة للكرة المصرية، وأصبحت عودة الدورى شيئا ضروريا يجب على الدولة السعى لتنفيذه فورا بعدما شاهد العالم عشرات آلاف المصريين فى المدرجات يشجعون ويفرحون ويرقصون بأدب واحترام دون خروج عن النص.. وأعتقد أن وجود طاهر أبوزيد على رأس الرياضة يساعد فى عودة الحياة الكروية.