عادل السنهورى

ماذا يريد السلفيون؟

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013 07:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعض الأحيان يصدر عن التيار السلفى بحزبه وهيئته أقاويل وتصريحات و«استفزاز» لا يتفق مع الرشد والنضج السياسى الذى نظن أن السلفيين بلغوا أعتابه وعبروا عن ذلك بمواقف سياسية مغايرة لتيار الإسلام السياسى وتحديدا الإخوان، وانضموا إلى تيار الإجماع الوطنى وخرجت تصريحات عاقلة من قادة التيار السلفى والمتحدث الرسمى له مؤيدة لثورة الشعب فى 30 يونيو ضد الفشل والاستبداد الإخوانى، وهو فى ذلك يتحمل الآن الحرب الشعواء من فلول الإخوان ووصفهم بالخيانة.

ولكن بقدر حسن الظن والتقدير والإشادة بهذه المواقف رغم الخبرة السياسية القليلة فيبدو «أن بعض الظن إثم»، فالأصدقاء السلفيون لديهم إصرار وتصميم على خسارة بعض الرصيد الشعبى الذى حصلوا عليه بعد 25 يناير و30 يونيو، والعودة مرة أخرى إلى «المربع صفر» بانشغالهم وشغل الرأى العام بقضايا فرعية «تافهة» لا تخدم المصلحة العامة والإجماع الوطنى ووحدة الأمة، قضايا تفرق ولا تجمع. فالسلفيون من هواة الدخول فى معارك وهمية دون كيشوتية لا طائل منها ولن تحقق أية مكاسب لهم بل تعمق الشكوك فى النوايا وتزيد المخاوف من مواقفهم تجاه القضية الوطنية والدولة الديمقراطية وحقوق المواطنة، فقد رفعوا «راية الجهاد» ضد احتفالات المسلمين الشيعة بمناسبة إحياء ذكرى عاشوراء وأعلنوا تجاوز سلطات الدولة بتشكيل لجان لزيارة أماكن الاحتفالات ومنع الشيعة المصريين من ممارسة الطقوس الدينية الخاصة بالمناسبة. السلفيون قرروا أيضا تشكيل ائتلاف «للدفاع عن الصحابة وآل البيت» ولا نعرف تحديدا من منحهم الحق فى ذلك ومن أعطاهم صكوك احتكار الدفاع عن آل البيت من طقوس الشيعة.

ولن ننسى الجريمة الإنسانية البشعة التى ارتكبها بعض الجهلاء والمتطرفين ضد عدد من المسلمين الشيعة ومن بينهم الداعية الأزهرى الشيخ حسن شحاتة وقاموا بقتلهم وسحلهم تحت تأثير الخطاب الجاهل والمثير للفتنة من دعاة السلفيين، وأظن أن هذه الجريمة مازال يتحمل وزرها التيار السلفى بسبب إصراره على محاربة أصحاب المذهب الشيعى من المسلمين فى مصر إلى حد وصفهم بالكفر والشرك، بل و«الأنجاس» – حسب كبيرهم الذى وقف فى صالة استاد القاهرة وطالب بطردهم».

النصيحة للسلفيين أن يعودوا إلى الرشد والنضج، فمصر لم تعرف تلك النعرة المذهبية قبل ظهور التيار السلفى والكل يعيش تحت راية الوطن. فلا تزيدوا من الشكوك والمخاوف.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة