فوجئ الرأى العام بخروج نيافة الأنبا بولا فى برنامج بإحدى الفضائيات، وتفجيره لأكثر من قنبلة: أولها أن هناك حوارًا سلفيًا أزهريًا موازياً للجنة الخمسين لإقرار صيغة لبعض مواد الهوية تعيد المادة 219 للحياة عن طريق ضمها للديباجة، وأشار الأنبا بولا إلى أن هناك من روج لكون الصياغة الجديدة هى تفسير المحكمة الدستورية للشريعة، لتنفجر القنبلة الثانية حينما كشف الأنبا بولا أن تلك الصياغة لا تمت للمحكمة الدستورية بصلة!!
واستمر الأنبا بولا فى تكرار ما يفهم منه أن هناك خديعة تمت من قبل قوى من خارج الخمسين على الكنيسة، وتنفجر القنبلة الثالثة حينما أكد صاحب النيافة أن الأزهر بعد كل الذى حدث فيه، يخشى ألا يستمر بنفس التوجه، وتدفقت المرارة من حديث الأنبا بولا، بما يشير إلى اهتزاز معسكر 30 يونيو، ويتأكد ذلك حينما يتردد أن السلفيين بعد لقاء الضبعة، قد أخذوا مساحة ومكانة أكبر من الأزهر والكنيسة، وسط ضغوط عاتية تمارس على كل من المؤسستين وصلت إلى الهجوم الشخصى على فضيلة الإمام وقداسة البطريرك، إضافة إلى محاولات داخلية للاختراق من قبل الإسلاميين لبعض كبار العلماء أو الأساقفة، إضافة لما حدث بشكل مفاجئ فى بيت العائلة من قيام بعض رجال الأعمال مع بعض الأساقفة وكبار العلماء بجمع التبرعات من أجل بناء الكنائس التى احترقت، وبالطبع لسنا ضد ذلك الدور الإيجابى، ولكن الوسط القبطى ينتابه القلق أن تكون تلك المبادرة الإيجابية تعكس رغبة الحكومة فى الانسحاب من أداء دورها أمام مواطنيها الأقباط، أو عدم تورطها فى ذلك إرضاء للمناخ الطائفى!! يحدث ذلك والقوى المدنية مغيبة أو مستضعفة وشخصيات فى وزن د. محمد غنيم أو د. محمد أبوالغار، يجرى كل ذلك من خلف ظهورهم، وشخصية محترمة مثل د. جابر نصار تخرج علينا لتقدم مبررات لصالح السلفيين ومواد الهوية، ومعظم النخب القبطية تبحث عن مصالحها الشخصية، أو التواطؤ مع الحالة بالصمت، والبعض الآخر يبحث عن التمثيل فى المجالس النيابية عن طريق «الكوتة»، وجميع الأجهزة تحاول الوصول إلى تلك النخب بكل السبل المشروعة وغير المشروعة لتقسيم «تورتة» الأصوات القبطية فى السوق الانتخابى، وبعض رجال الأعمال الأقباط يطرحون أسهم تلك الأصوات فى بورصة الانتخابات فى سذاجة مفرطة، وبعض التنظيمات القبطية تساق إلى الذبح على مذبح الفلول فى الداخل والخارج من قبل بعض العسكريين السابقين طلبًا لمقعد الرئاسة، يحدث ذلك وسط صمت من فضيلة شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضروس وقيادات المرحلة الانتقالية، الأمر الذى يفهمه المتآمرون على أنه ضعف، أو موافقة على ما يفعلون، ولا عزاء لثورة 30 يونيو.