قصواء الخلالى

زعيمًا لا رئيسًا

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013 10:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتصدر المشهد فى هذه الفترة العصيبة من تاريخ مصر.. تنظر إليه الجماهير بعين الرضا والفخر.. يبتسم ويربت عليهم بكلماته وأفعاله أصبح المنقذ..البطل.. بل أصبح القائد، والأخطر من ذلك أنه أصبح الزعيم.. الفريق أول عبد الفتاح السيسى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، مناصب كثيرة كل منها أثقل من الآخر وأدق، لكنه فوق هذا وذاك الزعيم المصرى فى عين المواطن المصرى بل والعربى أيضًا، يا له من شرف ويا لها من مهمة ثقيلة.. لأن الخطورة ليست فى الوصول للزعامة فقط، بل مكمن الخطر أن تبقى زعيمًا للابد فى عين من نصبوك زعيمًا، فكم من طير طار وارتفع ثم كما طار وقع، وهنا يبدو المشهد المصرى مخيفًا، الدستور سينتهى، الانتخابات البرلمانية تدنو للقاطفين، والانتخابات الرئاسية تلوح فى
أفق المصريين، لكن الساحة خاوية على عروشها، طمست رموز الفترة السابقة تقريبًا، واحترقت أوراق المرشحين الرئاسيين السابقين، ولم يجد جديد إلى الآن، وحتى إذا ظهر عاجلاً رجل يصلح لأن يكون رئيسًا لمصر بعد فترة مؤلمة وعصيبة، كم يحتاج من الوقت لإقناع الجموع المصرية وللوصول إلى النجع والكفر، كم هى المدة التى يمكن أن نثق فيه فيها ونسلمه مقاليد مصر، أيًا كان النظام الذى سيقره الدستور، ولذلك ولغير ذلك من الأسباب تتعالى الأصوات وتطالب الزعيم السيسى بالترشح للانتخابات، وهنا يجب أن نتوقف ونفكر مليًا، إذا ترشح الفريق أول السيسى لن يترشح وحده، بل سينافسه مرشحون آخرون وغالبًا ستظهر كل ألاعيب السياسة وأعنفها فى انتخابات رئاسة دولة بحجم مصر، وبالطبع هذه المنافسة لا ولم ولن تكون منافسة شريفة فى أى مكان فى العالم.. لأن فيها يبحث كل مرشح فى ماضى الآخر ليفضح أسوأ ما فيه. وفيها يشوه المرشح منافسه الآخر بمجموعة من الوسائل والشائعات القذرة لتحاك المؤامرات وتدس الدسائس، ومن هذا المنطلق لا يجب أن يخوض الزعيم السيسى فى هذا الوحل بعد أن امتلك قلوب المصريين وأصبح صمامًا لأمان حاضرهم، ثم إذا مر من مستنقع الانتخابات ومن قذارتها ونجح وأنا أثق فى نجاحه تمام الثقة. وأصبح الرئيس عبد الفتاح السيسى.. سيكون فى معترك السياسة وفى مواجهة دائمة مع الشعب.. نعم سيتخذ قرارات قوية ومهمة بل وربما ثورية.. لكنها لن تعجب الجميع ولن ترضى الناس جميعًا. نحن الآن نسمى معارضيه إخوان. لكن حينها سينتظر منه الكثيرون تحسن الحال فى يوم وليلة لأنهم يرونه "سوبر مان" وهذا لا يحدث إلا بمعجزة.. لذلك وبعد وقت قد يفتر الانبهار ويلتفت المواطن لمعيشته التى تدنت حاليًا ولن تعلو بين عشية وضحاها وستتعالى الأصوات المعارضة والرافضة ولن يكونوا إخوان، وربما تخرج المظاهرات للتعبير عن الرأى الرافض لبعض القرارات أو التصرفات.. وهنا ستتذبذب الصورة بل قد يشوهها الوقت أو الحاقدون أو الرافضون، وربما بعد برهة لن يقال الزعيم السيسى.. لذلك أرى أن ينأى الفريق أول السيسى بنفسه عن خوض غمار هذه المعركة وأن يدعم أفضل المرشحين ويدعم حكومة جديدة ويطرح تصورًا سياسيًا عميقًا من واقع خبرته وربما هكذا يظهر رئيس مجتهد ويتعظ مما سبقه وينظر إلى محبة الشعب للسيسى فيصبح لدينا اثنان من المتفانين فى حب الوطن. أرى أن يبقى السيسى زعيمًا فى قلوب المصريين ومساندًا لأحلامهم. حتى إذا ثاروا واعترضوا أو تظاهروا رفعوا صوره واستمعوا إليه وأخذوا منه الفكر وأخذ الرئيس الجديد منه الحكمة والرأى ليكن داعمًا ورقيبًا، بل ربما يصبح فزاعة لكل من تسول له نفسه أن يغافل أو يستغل هذا الشعب مرة أخرى حتى يستقر الحال وتثبت حقوق الشعب التائهة. نعم مصر أم الأبطال ولا تخلو جعبتها من الزعماء ولكن فى هذه الفترة المرهقة المؤلمة آراه زعيمًا لن يظهر سواه قريبًا، فاحرصوا على بقائه زعيمًا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة