علا عمر

رأيت نيرون

الخميس، 14 نوفمبر 2013 06:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأم ليست مجرد وعاء كما يتصور البعض الأم لها أثر على طفلها فكرا وجسما وروحا يأخذها أيام الحمل والولادة وأيام الرضاعة والتربية.


( أجربينا) هل تعرفون هذه المرأة !! ما أتعسها وما أشقاها، شقاؤها كان فى أبنائها، أحد أشهر الطغاة فى العالم (نيرون) أنجبت ابنها نيرون من زوجها الأول، أما زوجها الثانى فقد قتلته بالسم، ويقال إنها قتلت زوجها الثالث وهو عمها كلوديوس الأول بالسم أيضا، وقد تآمر عليها ابنها نيرون فأمر بإغراقها فى البحر، وبعد ذلك حاول ابنها استرضاءها، والاعتذار لها فأعد لها وليمة، وبينما كانت تجلس بالقرب منه، أسقط فوقها سقفا كان مثقلا بالرصاص والحديد ولم تمت، إنما ماتت إحدى وصيفاتها، أما هى فهربت والدماء تنزف من أحد كتفيها، وألقت بنفسها فى الماء، وأنقذها أحد البحارة وخاف ابنها الإمبراطور نيرون أن يفتضح أمره، أو أن تذهب إلى مجلس الشيوخ فتروى قصتها لهم.



ولذلك أرسل إليها جماعة من رجاله يقتلونها، فذهبوا إليها ليلا، فقالت لهم بمنتهى الشجاعة إنى لا أخاف الموت، ولا أظن ولا أتخيل أنه ابنى ويريد حقا قتلى، فإذا كان يريد حقا قتلى أدخلوا هذه السيوف التى فى أيديكم فى بطنى، فإن هذا البطن الذى حمل هذا الابن يستحق أن تمزقوه وأن ترموه للكلاب، فقتلوها ونقلوا جثمانها، ودفنوها فى حديقة بيتها الجميلة ووقف ابنها الإمبراطور نيرون يبكى فوق قبرها.


تلك كانت قصة( أجريبنا) أم نيرون قصة مثيرة للشفقة لكن مايثير الشفقة ليس حال الأم الشجاعة التى لم تتخيل يوما أن يفعل بها ابنها كما يفعل بألد أعدائه وأن يطاردها ليفتك بها أكثر مما يطاردها الموت نفسه. حاول قتلها، مرات مرة عمدا أراد أن تغرق، ومرة بالحيلة والوسيلة فأعد لها كميناً أو فخاً فى مأدبة عشاء، وشاء الله أن تنجو فأصر على الفتك بها فرفضت بقاءها حية وطلبت من جنوده تمزيق هذا البطن الذى حمله شهورا، المثير للشفقة الابن الذى وجد فى بقائها شقاءه والتنكيل به، تجسيد حى لما يفعله للأسف الآن أولاد المحروسة الآن يحاولون اغتيالها من كل صوب وجهة، وكلما أراد الله لها النجاة، والوقوف ثابتة بمساعدة المتبقى من أولادها الشرفاء الأوفياء، فيتسلل البعض لإسقاطها والتنكيل بها.


المواقف كثيرة كثيرة وتحتاج مقالات، فالأم التى تجاوزت الستين عاما او الأكثر الذى صفعها مصرى للأسف (مؤيد للتيار الإخوانى على وجهها عدة مرات وهى واقفة راسخة متماسكة) رأيت مصر ورأيت نيرون، فى الأم التى فقدت طفلها أمام عينيها فى تظاهرات العمرانية بطلقة اخترقته ورأيت من الجماعة البائدة المستوحشة كيفية قلب الحقائق والمتاجرة بدماء لم تبرد ولم تجف لكسب تعاطف جمعيات حقوقية والرأى العام الخارجى، بمساعدة قنوات الظلام التى تريد هدم مصر رأيت نيرون ورأيت (مصر) فى محاولة للفتك بكل تاريخ الإنسانية وحرمة الدماء كعادة الإخوان، تدمير وحرق مقرات العلم، واقتحام الجامعات بالآلى ونشر الفوضى والرعب والإرهاب فيها بيد أولادها رأيت (نيرون ).


رأيت نيرون فى كل طاغ ساهم فى طعن (أمه) مصر لحساب جماعة، أو بيعة، أو عقيدة إرهابية دخيلة، رأيت نيرون فى كل من شارك فى تمزيق أحشاء أمه التى كان ذنبها الوحيد أنها حملته يوما ثم فتك بها، بيده لا بأخرى دفنها وجلس يبكى عليها؛ فى كل من ساهم فى التنكيل بسمعة المؤسسات والجيش والداخلية، فى كل شخص طعن مصر فى ظهرها وهرب طريدا شريدا، فى كل من لا يرى غير نفسه ومكاسبه الشخصية، والدولية، والداخلية، والخارجية هذه المرة. إلى كل النخبة بكل أشكالها الضالة، وبكل ألوانها الهادمة أبدا لن تعود المياه لمجاريها، إلى صانعى الفوضى بائعى الموت، إلى من زرعوا الشوارع بالخراب، والجهل، أبدا لن تستسلم أم نيرون أبدا لن تستسلم، لمصر رب يحميها وشعب يحميها وجيش يحميها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة